برع يا استعمار
هادي عبدالله النهمي
تهل علينا اليوم الذكرى الـ48 للاستقلال العظيم وجلاء آخر مستعمر بريطاني عن بلدنا الحبيب اليمن في وقت نشهد فيه قدوم مستعمرين جدد تحت ذريعة إعادة الشرعية لأشخاص باعوا أنفسهم للشيطان وسقطوا حتى الثمالة في مستنقع العار والخيانة.
هذه المناسبة التي تهل علينا كل عام هي ذاتها ولكنها تختلف عن سابقاتها كون هذا الحدث التاريخي العظيم يأتي في ظل متغيرات وأحداث عظيمة تشهدها بلادنا والعالم.
إضافة إلى ما يشهده اليمن العظيم من عدوان همجي وسافر من قبل قوى الشر والامبريالية العالمية بقيادة النظام الرجعي المتخلف آل سعود ومن تحالف معهم وبدعم وإسناد أمريكي أسرائيلي..
كما تتصدر هذه الوقائع والأحداث في احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة في عامنا هذا والتي نعتز بها جميعا نحن اليمانيين بأننا هزمنا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا العظمى واجبرناها على الخروج من عدن في الـ30 من نوفمبر 1967م بعد ثورة عظيمة انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية بقيادة المناضل البطل راجح غالب لبوزة وثلة من الأبطال العظماء في الـ14 من اكتوبر 1963م.
لكن ما يحز في النفس ويحزن القلب أن نحتفل اليوم بخروج المحتل البريطاني في ظل مستعمر آخر لعدن يتجلى بوجود قوات عسكرية سعودية وإماراتية وسودانية وسنغالية ومرتزقة كولومبيين.
كما يحزننا أيضا أن نرى ونسمع من كانوا بالأمس دعاة للقومية والوطنية ومنبر للتحرر ضد المستعمر البريطاني نجدهم اليوم يقفون عكس التيار وفي المكان الخطأ في خندق العمالة والارتزاق والارتهان لنظام آل سعود.
إن احتفالنا اليوم بالعيد الـ48 للاستقلال المجيد إنما يأتي تتويجا لما يسطره شعبنا اليمني العظيم وجيشنا ولجاننا الشعبية من نضال أسطوري في وجه قوى الشر والعدوان السعودي الأمريكي الصهيوني والذي دخل شهره التاسع في حربه الظالمة على اليمن.
كما يأتي هذا الاحتفال أيضا تجسيداً وتأكيداً على أن الشعب اليمني العظيم سيظل يقارع المحتل ويهزم الغزاة والمستعمرين الجدد ولن يرضى شعبنا بأن يكون هناك احتلال آخر لأي جزء من وطننا الحبيب وسنقولها كما قالها أبطالنا السابقون:.
برع يا استعمار برع
من أرض الاحرار برع.
ولا نامت أعين الجبناء.