استراتيجية وطنية لمواجهة فشل الحوار

زكي حاشد

راهن العدوان السعودي على تحقيق نصر حاسم وسريع على اليمن الدولة الضعيفة التي تخلى عنها مسؤولوهاوباعوها بثمن بخس ( مقابل دراهم معدودات) وكانوا عنها من الزاهدين!
وبعد فشله الذريع في تحقيق أي نصر يذكر وبعد عدوانه الوحشي والهمجي لمدة ثمانية أشهر ، امتص الصدمة وآثر امتداد هذا العدوان طوال هذه الفترة, فإنه بلا شك سيحاول التخطيط واعتماد استراتيجية طويلة الأمد تضمن له أي نصر لتحقيق أهدافه عبر إفشال أي تسوية أو حوار يمني والاستمرار في عدوانه من خلال :
– استمرار العدوان بالقصف الجوي المباشر لما تبقى من مقدرات الوطن بالتوازي مع استمرار الحصار الجائر براً وبحراً وجواً لإنهاك اليمن والوصول إلى مرحلة الانهيار الذاتي حسب اعتقاده.
– الاستمرار في دعم العملاء والخونة والمرتزقة داخل الوطن في المواجهات الداخلية وإسنادهم بالسلاح والمال وبقوى مرتزقة خارجية لإشاعة الفوضى والقتل والدمار الداخلي .
– ترك خيوط الأمل للقوى الوطنية اليمنية بعقد حوار سياسي واللهاث وراءه لمنعه من اتخاذ أي إجراءات وطنية داخلية تحقق الاستقرار والأمن وإدارة البلد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن .
– منع أي تقارب حقيقي يفضي إلى اتفاق بين القوى الفاعلة في الداخل الوطني متمثلاً في حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام من ناحية, وبينها وبين القوى الوطنية في الساحة الوطنية المعارضة للعدوان السعودي من ناحية أخرى ، وصولاً لتشكيل مؤسسات الدولة لما لها من أهمية في تعزيز الاستقرار الداخلي ومواجهة متطلبات واحتياجات المواطن وإدارة شؤونه الداخلية ، ولما لها أيضاً من تأثير على كسر الحصار الخارجي ، وإسقاط شرعية العملاء المتواجدين في الرياض القائمة نظراً لعدم قيام أي سلطة وطنية مناظرة لها في الداخل….
ولذا نرى من الأهمية بمكان أن تكون هناك خطة استراتيجية وطنية لمواجهة استراتيجية وخطط العدوان ، وضمان القدرة على الصمود والدفاع عن الوطن وإدارة شؤون البلاد وتنظيم إيصال الخدمات الأساسية للمواطن لمدى زمني أطول وترتكز هذه الخطة بشكل أساسي دون تفاصيل على:
– تحديد موقف واضح وصريح من عملية الحوار من الأطراف الداخلية المعنية بالحوار.
– التفكير بشكل جاد لعقد حوار داخلي داخلي بين القوى الرئيسية (الفاعلة) في الساحة من جهة وبين بقية القوى الوطنية المناهضة للعدوان من جهة أخرى ، وتفعيل وإشراك مؤسسات الدولة الرسمية ( الإدارية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية …الخ.) وقوى ومنظمات المجتمع المدني وتنظيم وتفعيل دورها ، وصولاً لتشكيل مؤسسات الدولة الرسمية حتى تتمكن من وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لمواجهة الموقف داخلياً وخارجياً…

قد يعجبك ايضا