لحظة يا زمن…شذرات
طارت يدك من عيوني إلى النهار، دخل الضوء، وانتشر مثل الورد ارتعشت الرمال والسماء مثل خلية نحل تامة محفورة في الفيروز.
وعادت يدك من طيرانها خافقة، لتضم ريشها الذي خلته قد ضاع على عيوني التي التهمها الظل .
أتمنى ليديك حب النحل وكرامته تخلطان البيوض، الشفافة وتنثرانها على الأرض، وتحرثان حتى قلبي لهذا أنا كالصخرة المحترقة فجأة تغنى معك، لأنها تشرب، مياه الغابات التي يسوقها صوتك.
“بابلونيرود- الشاعر التشيلي”
أحياناً عندما يهبط الليل بظلامه الكابوسي، أجلس أمام كابينة تليفون عام، أتأمل الأفواه التي تتحدث إلى أذان بعيدة في الطرف الآخر، وعندما يذوب جليد الوحدة ويأتي الكناسون لتنظيف الشوارع، في حزن وتأخذ النجوم أماكنها في السماء، أمسح على سماعة التليفون، وأهمس فيها دون أن أضع النقود.
فيلكس كازانوفا
شاعر أسباني
سيرصدنا الليل، على أرصفة المقاهي نموت من البرد ، يدفئنا الشاي والتبغ، همهمة الغرباء نسرق أنفاسنا من فحيح الرياح، ونسترق العمر يوما فيوم نهرب أحلامنا من ثقوب الغيوم، نسرب أحزاننا خلسة في مياه المطر بعد عامين سيرصدنا البرد في ليلة حالكة نموت من الخوف تحت المظلات .. على المقعد الحجري حزينين نحرق أحلامنا وننشر في الريح رائحة للفراق سيرصدنا البرد في نوة المكنسة بليلين نقتسم الصمت، نرقب ضوء القناديل في شارع البحر تحت انهمار المطر أتدرين؟؟
تلك المدينة رائعة حين تخبئ سكانها.
سمير مصباح.