السعودية تحتضن مؤتمراً للمعارضة السورية والأردن تحدد الأطراف المشاركة!
امتداداً للمسلسل الشهير الذي عرف أو حمل اسم مؤتمرات “أصدقاء سوريا” والذي كان يعرض حلقاته “المملة” في كل من إسطنبول، ثم الدوحة مروراً بالقاهرة ولندن وغيرها من المدن والعواصم الإقليمية والعالمية، إلا أنه فشل فشلاً مريعاً في إقناع المراقبين الجادين أو ” المتابعين” العاديين” وبالتالي لم يؤدي استمرار ذلك المسلسل السخيف إلى أي جدوى تذكر باتجاه إيجاد الحل للأزمة المفتعلة في سوريا التي اندلعت في العام 2011م على أنها جزء مما سمي – حينها – بموجة الربيع العربي ، لكن ثبت – لاحقا – أن ما حدث ويتواصل حدوثه في الجمهورية العربية السورية، لا علاقة له بأي فصل من الفصول الأربعة ! وأن ما يحدث في هذا البلد العربي الشقيق منذ ذلك التاريخ المشؤوم ، ليس سوى فيلم مخيف يعرض – يومياً – مشاهد رعب (حقيقية) نتج وينتج عنها سقوط الآلاف من السوريين من الأطفال والشبان والشيوخ (من الرجال والنساء)، ومع تفاقم مشاهد الرعب التي تتواصل بشكل يومي منذ خمس سنوات – تقريباً – ووصول ضحاياه إلى أكثر من مائتي ألف قتيل وضعفهم من المصابين ونزوح ما يقارب الخمسة ملايين سوري إلى خارج حدود بلدهم، ومثلهم نزحوا داخلياً من مناطقهم إلى مدن سورية أخرى آمنة، وهو ما جعل السوريين يشكلون العدد الأكبر من طالبي اللجوء السياسي – الإنساني إلى أوروبا وغيرها من الدولة الأخرى من قارات العالم المختلفة، وبالطبع فإن تأزم الأوضاع في أنحاء سوريا وفشل مختلف المبادرات الحثيثة في إطفاء كل ذلك اللهيب المشتعل، بفعل فاعل في البداية ثم سرعان ما اتضح لاحقاً أن تأجيج النار في هذا البلد يقف وراءه العديد من (الفاعلين) من العرب القريبين وحتى المجاورين ومن بعض الجيران الإقليميين وجميعهم ينفذون سيناريو تم التخطيط له منذ أكثر من (15) عاماً من قبل المخابرات الغربية (الرأسمالية) وهذه المعلومة أفصح عنها السيناتور الأمريكي / ريتشارد بلاك/ عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا في مداخلة له مع التلفزيون السوري / مساء يوم السبت / 21 نوفمبر الجاري وكشف فيها / بلاك/ طبيعة التدخل الأمريكي الواضح في دعم ومساندة الإرهابيين المتواجدين على مساحة واسعة من الأراضي السورية، حيث عبر / السيناتور / عن فرجينيا عن أسفه لأن بلاده ترسل صواريخ (تاو) المضادة للدبابات إلى أولئك الإرهابيين التي تصنفهم أمريكا إلى (إرهابيين سيئين وإرهابيين جيدين)!!
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من السعودية إرسال (خمسمائة صاروخ تاو)، مضيفاً أنه تصرف مريع من أمريكا سيؤدي إلى إعاقة الجيش السوري عن مهمته في محاربة الإرهاب والإرهابيين المدعومين من الخارج للقضاء على سوريا، شعباً ، نظاماً ، ودولة !!
آخر السطور
لم يكن ما كشفه السيناتور/ الأمريكي / ريتشارد بلاك/ بالأمر المفاجئ، ذلك أن المؤامرة على سوريا بدأت منذ وقت طويل جداً، لكن الكثير من العرب والمسلمين غير مقتنعين بذلك ويواصلون الحديث / الساذج/ على ضوء رحيل الرئيس بشار الأسد المنتخب من قبل غالبية الشعب السوري عن السلطة، وأن رحيله سيجلب الحل ثم الأمن والأمان والسلام إلى سوريا والسوريين!
وهو طرح غير واقعي وبعيد عن المنطق ، فكيف يمكن للأمن والسلام أن يعود إلى الشعب السوري بعد أن توغل الإرهاب الداعشي وغير الداعشي وبات متواجداً في جزء كبير من الأراضي السورية وهو الأمر الذي دعا روسيا لكي تقوم بالتدخل الجوي المباشر للقضاء على الإرهاب (بصورة عامة) الموجود في سوريا، ولعل طبيعة وقوة التدخل الروسي في الضرب بيد من حديد في سوريا جعل السعودية تعلن عن تنظيم مؤتمر خاص بالمعارضة السورية التي ستكون مخولة بالتحاور مع النظام السوري في الأسابيع القادمة، على أن اللافت في الإعلان السعودي احتضان مؤتمر للمعارضة السورية، هو تفويض الأردن بتحديد أو تسمية هوية تلك المعارضة والأطراف التي ستجتمع بالرياض من أجل تشكيل الأطراف التي سيسمح لها بالتفاوض مع ممثلي الحكومة السورية وهكذا فإن السعودية سترعى المؤتمر والأردن ستحدد أطرافه ….. وعجبي!!