استطلاع / إشراق دلال
بعد أن خرجت منظومة التيار الكهربائي الرئيسية عن الخدمة جراء العدوان على اليمن والغرق بشكل كامل في الظلام منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر أصبح المواطن يسعى لإيجاد البدائل لتلبية احتياجاته من الكهرباء بما يتوافق مع قدرته الاقتصادية ويخفف من معاناته إثر انعدام الكهرباء ، ” الثورة الاقتصادي” كان بالقرب لمعرفة مدى الإقبال على البدائل ومدى تغطيتها لاحتياجات المواطن ..
يقول المهندس طه الأكوع بالمؤسسة العامة للكهرباء : لا غنى للمواطن عن الكهرباء الواصلة إليه من الشبكة الكهربائية خاصة و إن الشريحة المنزلية ما زالت مدعومة من ناحية سعر الكيلووات/ ساعة ، لكن انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر كانت له آثار سلبية كبيرة على حياة المواطن بشكل عام ، حيث أثرت على الحياة اليومية للأسرة التي أصبحت تعتمد اعتمادا كبيرا على الكهرباء في الإنارة و تشغيل الأجهزة المنزلية المختلفة (التلفزيونات -الغسالات – الثلاجات – مضخات المياه المنزلية ) وغيرها.. وأيضا أعمال الناس المعتمدة على الكهرباء كالورش و المعامل و حتى المقرات الحكومية..
ويضيف : كنا نعتمد على الأجهزة الكهربائية البسيطة التي تستخدم البطاريات الجافة الصغيرة أو التي يتم إعادة شحنها على أمل أن يعود التيار الكهربائي إلى المستهلكين بشكل طبيعي، لكن ومع استمرار انقطاع الكهرباء لفترة طويلة والحاجة إلى استخدام الأجهزة المنزلية الضرورية مثل الإنارة ومضخات المياه والتلفزيون وعدم جدوى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة لتكلفة استهلاك الوقود المرتفعة و خاصة عند انعدامها بسعرها الرسمي وجدنا أن استخدام البدائل المتاحة للحصول على الكهرباء هي الحل في هذه الفترة وخاصة الطاقة الشمسية..
المعاناة كبيرة
وعن تجربته الشخصية يقول الأكوع : ” قمنا بتركيب منظومة شمسية تتكون من لوح شمسي قدرة 150 وات وبطارية قدرة 80 امبير وملحقاتها تفي بالغرض بشكل لا بأس به حيث يتم تشغيل الإنارة لبعض الغرف و التلفزيون ورفع المياه إلى الخزان العلوي و شحن التلفونات والكمبيوتر المحمول مع عدم تشغيل بعض الأجهزة ذات القدرة العالية لكنه يعد أفضل من عدم وجود الكهرباء نهائيا” ، وبالمقارنة مع المولد الكهربائي تعد الأفضل لأن المولد قد يستهلك تقريباً الثلاثة لترات بمبلغ 420 ريالاً يوميا حوالي 15000ريال شهريا بالسعر الرسمي لشركة النفط أما بسعر السوق السوداء فيصل إلى أضعاف هذا المبلغ و بساعات تشغيل أقل ..
يشاركه الرأي المهندس نبيل خميس بمحطة مأرب الغازية ويضيف : المعاناة كبيرة جداً حيث أصبحت كل تفاصيل الحياة تقريباً تعتمد على الكهرباء من تبريد المواد الغذائية إلى استخدام كافة الأجهزة المنزلية من تنظيف وترفيه وتواصل ….. وغيرها ،
مؤكداً بأن المنظومة الوطنية أو الكهرباء العمومية أقل كلفة وأكثر كفاءة لتشغيل كافة أحمال المنزل مع إهمال جانب الموثوقية نظرا لعدم الاستمرارية ، وأيضاً المنظومة الشمسية مكلفة في البداية لكنها أكثر موثوقية..
تلبية الاحتياج
من جانبه يقول منير عسلان : في ظل الغياب التام للتيار الكهربائي وما ألحقه العدوان من تدمير للبنية التحتية للبلد ، كنا نستخدم المولد الكهربائي لكي نلبي احتياجاتنا من الضوء والإنارة وتشغيل الأجهزة الكهربائية المنزلية وبسبب المشاكل المترتبة من انعدام المشتقات النفطية وتوافرها بأسعار مرتفعة جداً وصلت إلى 10.000 ريال وما فوق ، اتجهنا إلى شراء منظومة الطاقة الشمسية ، ورغم أنها كانت مكلفة بداية الأمر لكنها استطاعت تلبية الاحتياج وتوفير ميزانية الأسرة مقارنة بوسائل توليد الكهرباء الأخرى ..
ويشتكي سعيد المشولي من جهته غلاء المنظومات الشمسية ويقول: اضطررت لشرائها بالتقسيط رغم ارتفاع قيمتها كي أستطيع تلبية احتياج المنزل من الكهرباء في ظل انعدام التيار الكهربائي كلياً وانعدام الأمل من عودته على المدى القريب..
منظومة متكاملة
أما حديد فارع درهم مسؤول مبيعات لأدوات كهربائية يقول : الإقبال شديد جداً على منظومة الطاقة الشمسية ، حيث أصبحت الأساس وتعد من مقومات الحياة للمواطن اليمني ، حيث أصبح بدون تيار كهربائي منذ فترة طويلة لذلك بحث عن بدائل تلبي احتياجاته ، فوجد بأن الطاقة الشمسية ساهمت وبشكل كبير في توفير الإنارة الكافية وفي استخدامها كمنظومات متكاملة للمنزل .
ومضى : هناك ما نسبته تقريباً 68% من الشعب اليمني لم يمتلك الطاقة الشمسية لأنها تفوق قدرته الشرائية ، ولكي تكون منظومة متكاملة بما يلبي 4000 وات تكون قيمتها تعادل 280 الف ريال وما فوق..
ويضيف متمنياً على الدولة ” أن تتوجه لعمل منظومات كهربائية بديلة للتيار الكهربائي ومحطات للكهرباء بالطاقة الشمسية “..
مستوى دخل الفرد
على الصعيد نفسه يقول صالح سالم عبيد مسئول مبيعات : مستوى دخل الفرد لا يمكنه من شراء مشتقات نفطية تصل قيمتها 12000 ريال أو تزيد بشكل يومي ، أي أن تكلفتها شهرياً تحتاج لميزانية باهظة.. فالطاقة الشمسية مكلفة بداية الأمر لكنها على الاستخدام الطويل مجانية..
يشاركه الرأي عبد الولي الشوكاني ويضيف : نسبة الإقبال كبير جداً يصل إلى 90% بالمقارنة مع المولدات الكهربائية وحاجة تزويدها بالمشتقات النفطية ، كما أن غالبية المجتمع اليمني من ذوي الدخل المحدود ورغم ذلك يسعى للحصول على الطاقة البديلة حتى وإن كانت فوق قدرته الشرائية.