ن ………….والقلم…عبدالله الصيقل ….
ظننت، وبعض الظن، ليس بالضرورة اثما، فلحظة عدم اليقين تجرك إلى عوالم لا تتمناها، لكنك غصبا عنك تلج اليها، وليس أمر وإلا أوجع من لحظة تيه تفرض نفسها عليك وعلى بلد غصبا عنك وعنه !!! . حين يتوارى القمر، فيكون ايذانا بأن يعم الظلام سماوات المولى وارضه، لكنه الاظلام المؤقت، حتى ينبلج الفجر من رحم التطويل والقهر والمرارة، لتشرق الشمس ايذانا بيوم آخر عليك ان تجد له تعريفا ؟؟ . هكذا ظللت طوال هذه المدة من يوم أن اختفى جسدا عبد الله الصيقل عن عيوننا وهو الحاضر الأكبر في كل الحضر والبوادي، ومن تشهد له ابواب السجون والمعتقلات بالمرور عليها والتوقف أمامها صوت وصورة وحضور لا يكل ولا يمل من أجل معتقل، أو مريض في مستشفى حيث عرفت المستشفيات زيارات الصيقل يعود مرضى من أعزاء النفوس وشرفائها، ومناضلين يخجلون حتى عن أخبار الناس بمرضهم حياء واحتراما للنفس، وعزة واباء، ظللت ظانا أن الصيقل توفي, حتى اكتشفت مؤخرا انه حي يرزق وفي حالة صحية معها ندعو له بالشفاء وحسن الخاتمة . الصيقل ليس صحفيا فقط تتبع خطوات عبد الله علي الحكيمي في (( السلام )) وما تعنيه السلام، بل مناضل مدهش لم يخف قولة الحق في وجه كل جائر اعترض طريقه . وانسان بامتياز . كلما مر الصيقل في خاطري مر عبدالله الوصابي، عمر الوصابي، يوسف الشحاري ، سحلول، زيد مطيع دماج، محمد يحيى الزبيري، يحيى البشاري، محمد عقلان الشيباني، عبدالحافظ قائد، عمر الجاوي، صالح الدحان، سلطان احمد عمر، عبد الرحمن أحمد عمر، جار الله عمر، فيصل عبداللطيف، عبدالفتاح اسماعيل، اسماعيل الشيباني، سالم الشيباني، عبدالوارث عبد الكريم، سلطان القرشي، علي مثنى جبران، يحيى عبدالرحمن الارياني، محمد علي الربادي، عيسى محمد سيف، علي السنباني، محمد ابراهيم، عبد الرحمن قاضي، عبد الغني مطهر، عبد الله السلال، محمد انعم غالب، الفضول، النعمان الابن، شائف محمد سعيد، أحمد ناجي العديني المظلوم الاكبر، عبد الغني علي المظلوم الاخر، محمد علي الاسودي، أحمد المروني، عبدالرحمن مهيوب، أحمد سيف الشرجبي، احمد الكباب، أمين عبدالواسع نعمان، عبدالوهاب المؤيد، أحمد شرف الدين، محمد عبد الملك المتوكل، يحيى المتوكل، أحمد سيف الشرجبي، عبدالرحمن قاسم العريقي، عبدالعزيز الحبيشي، أحمد منصور أبو اصبع، عبدالالاه الاغبري، أحمد الكحلاني، قاسم بجاش، جمال محمد عبده، عبده محمد المخلافي، احمد عبده سعيد، سعيد قائد، عبد الرؤوف نجم الدين، عبدالعزيز حيدرة الحكيمي، تزدحم الذاكرة برجال افذاذ خسرتهم البلاد بذهابهم، وتركهم لها في مهب غياب العقل الجمعي، بينها وبين الكارثة أمتار، وبينها وبين الغرق في نهر الدم بضعة خطوات !! . عبدالله مقبول الصيقل يظل في خارطة الرجال الكبار الذين تركوا في الذاكرة الجمعية اثر لا يمحى شفاه والله واحسن خاتمته .