نايف الكلدي
* قد يستغرب البعض من هذا العنوان ” المال أفسد الرياضة” ويقول إن الرياضة في الوقت الحاضر أصبحت استثماراً.. وأصبح تجنى من ورائها ملايين بل مليارات الدولارات.. وأصبح لاعبو كرة القدم من أشهر وأغنى الأشخاص في العالم.. وأصبحت أيضاً أندية عدة في العالم دخلها بأرقام خيالية وترصد موازنات في العام تفوق موازنات دولة من دول العالم الثالث لشراء اللاعبين بداية كل موسم رياضي.
* وأصبحت أندية عالية تكسب أرباحاً خيالية من الاستثمار الذي توظفه بشكل كبير من خلال الإعلانات للاعبيها وبيع فنائل بأرقام نجومها التي يرتديها الفريق وكذا الشعارات التي تحمل شعارات أنديتها على الملابس والسلع المختلفة.
* وما نلاحظه ونتابعه عبر وسائل الإعلام المختلفة من تقارير حول صفقات بيع وشراء اللاعبين ودخل الأندية وأرصدتها وموازناتها التي ترصدها كل عام لكل احتياجاتها خلال كل موسم يصيبنا بالجنون.
* هذا الجانب الايجابي للرياضة.. ولكن الجانب السلبي في ذلك وهو مهم جداً أن كل هذا المال أفسد الرياضة وأفسد قوتها التنافسية وحرارة وعزيمة وإصرار وحب اللاعب للعبة فأصبح اللاعب ينظر إلى الرياضة ومزاولتها ليس من باب الحب والمتعة وإسعاد الجماهير من خلال عطائه داخل الملعب بصدق وإخلاص لشعار النادي الذي يلعب له.
بل أصبح ينظر إلى الرياضة على أنها مجرد وسيلة للحصول على المال وبدلاً من الحب والإخلاص للون الذي ترتديه يمنح نفسه لمن يدفع أكثر.
وبدلاً من الأداء الرجولي والقوي والإصرار والعزيمة داخل المعلب للفريق الذي يلعب له أصبح يلعب برأس الشوكة فاقداً الإصرار والعزيمة والطموح دون أن يهمه فاز أو خسر حفاظاً على نفسه من الأرق والإصابة حتى لا يخسر مصدر دخله إذا تعرض للإصابة.
* هنا تحول مجرى أهداف ومبادئ كرة القدم والرياضة بشكل عام من المتعة والحب وإسعاد الجماهير إلى مصدر لكسب المال وأصبح اللاعب مثله مثل التاجر الذي يبيع أي سلعة.. ولهذا فالمال السبب في فساد الرياضة.