تحقيق / إشـراق دلال
مع انخفاض مستوى المعيشة لدى الفرد اليمني لأدنى مستوياته في ظل العدوان على بلده والحصار الاقتصادي الجائر باتت تكاليف المعيشة مرتفعة لأعلى مستوياتها فأصبح الإنسان اليمني في صراع على البقاء واستمرار الحياة، لكن الوضع مع الطالب الجامعي الذي يسعى للتحصيل العلمي بات أكثر معاناة في حين أصبحت كل مقتضيات التعليم في تصاعد مخيف.. معاناة الطالب الجامعي يتنقلها ” الثورة الاقتصادي ” ضمن هذا الاستطلاع.. فإلى التفاصيل:
يتحدث مصطفى الغيلي الطالب بكلية التجارة والاقتصاد قائلاً: ما يشهده الاقتصاد اليمني من تدهور ينعكس على تدهور الحياة المعيشية وتدهور لمتوسط دخل الفرد الحقيقي ، وهذا يندرج معه مشاكل أخرى أهمها انخفاض معدلات الالتحاق في كل المراحل التعليمية بالأخص التعليم الجامعي حيث أن تكاليفه أصبحت أعلى وقدرة الطالب الجامعي محدودة وهذا ما يعانيه وكثير من الطلاب على حد قوله ، لذلك هناك مؤشرات للتسرب من التعليم لفئة تعتبر الرافد الحقيقي للعملية التنموية..
الطبقة المتوسطة
من جانبها تقول رفيدة السعواني – طالبة بكلية الطب : ” الوضع بالنسبة لنا كطلاب سيئ جداً ” ، وتضيف بأنها وكثير من الزملاء يعانون من ارتفاع أجور المواصلات وتكاليف المراجع العلمية بالرغم من أنها تسكن بالقرب من الجامعة فهي تستغرق ما قيمته 500 ريال في اليوم بما يعادل 12000الف ريال في الشهر، بالإضافة إلى أسعار الكتب والمراجع حيث أن أقل قيمة للكتاب الواحد يعادل 10000ريال ويزيد.. وتستنكر بأن معاناتها هذه متفاقمة باعتبارها من الطبقة المتوسطة، فكيف سيكون حال الطالب من الطبقة الفقيرة والأشد فقرا.
زادت إلى الضعف
وتشاطرها الرأي قطر الندى السالمي- طالبة بكلية المجتمع وتقول : ” بالنسبة لنا كطلاب نعاني من ضغط غير عادي حتى نتمكن من مواصلة الدراسة لهذا العام فالأغلب لم يعد باستطاعتهم حضور المحاضرات سوى المهمة والضرورية بسبب الارتفاع في المواصلات “..
وتضيف: ” استغرق ما قيمته 30000 ريال فقط أجور تنقل مواصلات في الشهر، وفيما يخص المراجع والملازم لم نعد قادرين على تحمل تكاليف شراءها أو الطبع والتصوير بسبب ارتفاع التكلفة حيث كان سعر الملزمة في السابق 300 ريال الآن أصبحت تكلف 600 ريال أي زادت إلى الضعف ، لذا نضطر لمطالبة الأساتذة في الجامعة بعمل ملخصات بسيطة حتى يتسنى لنا كطلاب الحصول عليها” .
ومضت بالقول : هناك طلاب غير قادرين حتى على شراء تلك الملخصات..وبعض الطلاب أوقفوا القيد وكثير منهم متغيبون بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواصلات، والبعض الآخر بسبب الأوضاع وعدم توفر الأمن ” ..
وتذكر قطر الندى أن مجموعتهم الدراسية كانت مكونة من 30 طالبة الآن لا تتواجد سوى 10طالبات، وهناك بوادر طلابية ذاتية تقوم بعمل مساعدات للطلاب غير القادرين على حضور المحاضرات أو الحصول على الملخصات الدراسية حتى يتسنى للجميع مواصلة الدراسة وعدم الانقطاع أو توقيف القيد.
التكاليف باهظة
من جهته يقول كمال مرشد طالب جامعي بكلية الهندسة : ” اضطررت لتوقيف القيد لعدم قدرتي على مواصلة الدراسة الجامعية بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار كل شيء بما فيها أجور المواصلات وزيادة تكاليف المراجع والكتب الجامعية عما كانت عليه في العام الماضي لأضعاف قيمتها ” .
وأردف : ” العبء ثقيل والتكاليف باهظة وتوقفت عن مواصلة التعليم حتى لا أضيف عبئاً إضافياً للأسرة.. لست الوحيد الذي قرر عدم مواصلة التعليم فهناك زملاء أوقفوا القيد ومنهم من لم يعد يحضر المحاضرات فيكتفي بالتواصل مع الزملاء والأساتذة وهذا برأيي لا يفي بالغرض خاصة في المواد الدراسية التي تحتاج لتطبيق عملي ونظري “
Next Post