اغترابي.. وصاحبي

لحظة يا زمن

نحن يا صاحبي “مغتربون” ولن أقدر.. أن أتفلسف حول معنى “الاغتراب” فالكلمة لها العديد من التأويلات والشروح والتفسيرات حسب التخصصات المتعددة.
أو في أبسط تعبير اغتراب في الزمان، أو اغتراب في المكان، غير الاغتراب الجارح وسط الأصدقاء والأهل ومحترفي الكلمة.
هو اغتراب أكبر من أن نفسره.. رغم جهابذة المصطلحين، والمصطلحات والتفريعات والتفنينات من طبيعة العولمة.. وأم الصبيان الساكنة في العقل والتسرع في الأحكام.
قدر اغترابنا يا صاحبي هي الكلمة الراقصة التي احترفت المعنى غير المقصود اطلاقاً.. وألتفت حول المعنى والهدف الإنساني النبيل وذهبت إلى غاياتها المصلحية.. وقلبت أرواحنا في مقلى الاحتيار “بدلاً عن الحيرة” والغرابة ولف الحبال على الوعي حتى يسقط مدوخاً لا يفهم هل تحت الألف همزة.. أو أن الألف لا شيء له بالفعل وهو جزء من الاغتراب الكلي الذي ينهش الجسد والروح.
لا أدري ماذا أقول لك يا صاحبي الطيب ونحن نعبر دكاكين الكلام وفترينات الحروف الملونة بالرطانات الأجنبية.. والعم سام، وخلافه وأساطير التوراة وحكم وقوانين المؤسطرين.. أن العالم هكذا.. والا فلت على رقابنا سيف ديموقليس اليوناني النائم هناك في عالمه الفاضي والهادئ.
هو اغتراب يربش العقل حقيقة، ويفقدنا الرؤى.
لكنه اغتراب حاقد ووضيع على أنه ناجح في مسعاه.. لأن نكون كاملي الفقدان للهوية والعقل.
رغم ضخامة الثقل لهذا الاغتراب الحقير لا بد.. في نهاية الأمر من كشف الزيف.. لأن بعد فوات الأوان.. أوان.

قد يعجبك ايضا