وليد المشيرعي
قبل أن تدوي الانفجارات الإرهابية في مسامع هولاند رئيس فرنسا وهو يتابع مباراة منتخب بلاده والمنتخب الألماني بباريس .. 20 مسلحاً (إسلاميا) مرصودين من أجهزة المخابرات ومعروفين بالإسم تسللوا بكل سلاسة لتنفيذ أضخم عملية إرهابية تشهدها أوروبا وبما يذكرنا بغزوة نيويورك سيئة الصيت عام 2011م .
غزوة باريس سقط فيها مئات القتلى والجرحى في أماكن متفرقة ورغم الحصار البوليسي واستنفار الجيش وحظر التجوال فقد لاذ المهاجمون بالفرار باستثناء من فجروا أنفسهم !
قال هولاند «نحن نعرفهم جيداً» ، ترى من يقصد ؟ وهل أتاه الوحي بهذه المعرفة قبل انقشاع غبار المعركة ؟
فرنسا تعتبر نفسها الوصية على سوريا منذ أيام الانتداب ، تعرف جيداً خارطة هذه البلاد ولديها أولوياتها على الأرض وهي لذلك كانت المحرك الداعم لكل مايقتضيه إقصاء الأسد وطائفته عن الحكم بما في ذلك دعم الإرهاب الإسلامي الذي أصبح داعشياً فسيفسائي التركيب.
ربما انقلب السحر على الساحر وتمردت دواعش باريس على صانعيها ، وربما هي لعبة استخباراتية جديدة تتيح إعادة إنتاج خارطة جديدة للمنطقة العربية مثل تلك التي أفرزتها هجمات سبتمبر المشئومة ،
كل الاحتمالات واردة بما فيها أن داعش وماوراءها من توجهات وهابية سعودية قد ألقت أوراقها الأخيرة على طاولة القمار مع القوى الكبرى بانتظار من يقلب الطاولة أو يسلم بأرباح الآخر وهو الحدث الذي يتوقعه الكثيرون .. الحرب الشاملة والتهام ماتبقى من أموال المملكة قبل تقسيمها .
من المبكر توقع ماستفرزه الأيام القادمة لكن في جميع الأحوال سيكون المشهد في المنطقة العربية أكثر سخونة ودموية ودراماتية من ذلك الذي شهدته باريس ليلة أمس .