ن …والقلم.. ولدينا ما نقوله أيضا
قلنا إن المثقف إذا لم يكن نتاج الواقع , فهو ليس بالمثقف , والثقافة تكون في مجملها تبعا لذلك نوع من الهجين الذي لا يؤدي إلى مستقبل يقوم على رؤى تنطلق من الواقع بل هي التي تأتي جاهزة عبر كتب أو في أحسن الأحوال مجلات تدبج فيها خطابات سطحية , كان صاحبي يرسلها من مهجره إلى حزبه في الداخل !!! ليكتشف بعد أن عاد الرزم التي كان يرسلها لم تفتح حتى !!! , هنا إشكالية أن يوجد حزب ولو بأفق قومي أو أممي ادعاء , وتريد أن تطبق نظريته التي صيغت لواقع مغاير على واقعك !! ؟؟. أين المثقف ؟ يظل السؤال على قسوته قائما , وبوحي منه علق الدكتور احمد السري متسائلا باستنكار : كنت قاسيا على المثقف , قلت في سري إذا فالرسالة وصلت , لا اقصد إلى صاحبي , بل إلى الأفق الذي تخيلته وأنا أتحدث . في هذه البلاد المثقف غائب أو غُيب أو تغيب أو توارى أو تراجع أو توارى أو انهزم !!! , هل للأمر علاقة بغياب الطبقة الوسطى من بعد حرب 94م تحديدا , فرجل الأعمال ((علي …….)) – لن أذكر اسمه لأنني لم استأذنه – وكنت افترض أن لا علاقة له حسب ما تعودنا بثقافة أو سياسة , قالها لي تاريخيه على مستوى شخصي بعد حرب 94م التي لا نزال نتجرع مرارتها إلى اللحظة وما قاله تعبير عن حاجته كجزء من مشهد عام , قال وبلهجته الساخرة الودودة : بطل يا بجاش الكتابة , قلت : ليش ؟ قال : يبني وهي لازمة يستخدمها , ما ذلحين هناك ناس سيصعدون إلى ما فوق السماء السابعة , وأناس سينزلون إلى باطن الأرض , للأسف الشديد بعد كل هذه السنوات تبدى انه هبط مع من هبط بفضل استمارات الاستيراد سيئة الذكر من رمت ببيوت تجارية إلى باطن الأرض وشكلت فئة من التجار على طريقة الإعداد السريع للوجبات !!! , يومها كان هناك من يفكر بإحلال قوة اجتماعية بدلا عن قوة اقتصادية صاحبة حق ببذل الجهد والعرق , لنجد فئة طفيلية من التجار عبارة عن مسؤولين وضباط وشيوخ وكبار موظفين !!! , كان الأمر مخطط له مسبقا . هل ضاع المثقف مع الطبقة التي ضاعت ؟ هنا سؤال يبحث عن إجابة وأتمنى أن يثير نقاشا على أي مستوى حتى على مستوى صفحات وسائل التواصل بدلا عن الغثاء من التسريبات والتسريبات الدعائية والتحريضية المقابلة والتي ستؤدي بالبلاد إلى الكارثة …لا محالة ….,هل استسلم المثقف تبعا لظروفه الشخصية فتحول إلى مجرد لاهث يبحث عن اللقمة , كما هم عمال المساومة في الجولات والذين لهم عذرهم , فهم يبنون ولا يقودون , بينما المثقف افتراضا دوره قائد رائد ..يجعله غصبا عنه لا خيار له – وإلا فعليه أن يغادر- يتصدر المشهد ويتقدم الصفوف , وإلا كيف يكون مثقفا إذا ظل في نهايات الصفوف , وصوته آخر الأصوات , نحن نتحدث عن دور وأي دور , فأما أن يكون الصوت والفعل الذي يوجهان الجماهير إلى الطريق الصحيح ويكون صاحبه قادرا على أن يقود ويكون مستعدا لتقديم حياته ثمنا لموقف ورؤية , وإلا لا كان مثقفا ولا كانت ثقافة وعليه أن يتوارى ….., ويظل لدينا ما نقوله أيضا من وحي السؤال المهم : أين المثقف اليمني ؟.