لحظة يا زمن..في عالم الإنسان

محمد المساح
للحقيقة أوجه كثيرة.. والوصول إلى تعريف جامع مانع كما يقولون أمر بسيط، وبكل بساطة “الحقيقة كما هي”.
ومن هنا عبر التبسيط هذا.. من يملك الحقيقة كما هي؟ هنا المشكلة.. الاستحالة.
فالحقيقة التي يبحث عنها البشر منذ وجدوا على ظهر الدنيا.. الأرض وهم يبحثون عن الحقيقة.. والحقيقة يتيمة وضائعة.. تجرى في الدروب.. وكلما اقتربت منهم.. ألبسوها تصورهم وفصلوها حسب المقاسات التي يريدون ويرغبون.. أن تكون كذلك حسب تصورهم الخاص.
وتظل الحقيقة تتعذب لوحدها في قفص حديدي أو ذهب أو فضة صنعها الإنسان.. وتظل كالعادة تصرخ.. حتى تتقصف وتتكسر سلاسل القفص.. وتخرج.. إلى الهواء.
وتعود تمضي في الطرق والدروب.. حتى يتهيأ للبعض ويقبض عليها ويسكنها في قصور مسورة ويلبسها أثواب الحرير والديباج.. ورغم ذلك تظل هناك حبيسة وراء الأسوار.
إن الحقيقة.. التي يتفرع منها.. معاني الزيف.. الصواب.. وغالباً من يؤطرها يختار الإطار حسب معاييره الخاصة حسب تصوره ومفاهيمه.. حسب قيمته ونظرته للإمور.. والآخرون يتبنوها أو يرفضونها حسب القناعات.. المصالح.. وبالتالي التحيز المطلق.. الحياد.. الضد تظل “الحقيقة كما هي” بعيدة المنال وإن كانت قريبة إلى حد اللمس، لكن.. رغم كل هذا القرب الشديد تظل الحقيقة.. ليست ضائعة.. فقط إنما مفقودة.. أو مختفية وراء.. الإضمار وما وراء الإبطان.. ما عليش.. إذا كان في هذا الكلام.. لف ودوران كلامي لأن وجه الحقيقة في عالمنا الذي نراه الآن.. هو وجه بعيد.. خرج من عالم الإنسان.

قد يعجبك ايضا