الميادين واللسان العربي المبين
حامد البخيتي
وردت كلمة (مبين) في الآية القرآنية التي أتت متحدثة عن القرآن بأنه كتاب عربي بلسان مبين لتبين أهمية كلمة (مبين) بعد أن سبقتها كلمة عربي كتوضيح لأهمية التبيين الذي جاء به كتاب الله للعرب أنفسهم بالإضافة إلى انه للعالمين فبالرغم من انه عربي إلا أن (مبين) في هذه الآية توضح أهمية التبيين على التضليل.
ومن هذا المنطلق يمكن أن يتضح لنا ما هو الهدف من استهداف قناة الميادين وإغلاقها في قمر (عرب سات) باعتبار ان قناة الميادين تتبنى القضية الفلسطينية والتي هي القضية العربية الأم والتي تبين لكل العرب بان كل ما يتعرض له الوطن العربي والشعوب العربية من مشروع تمزيقي وتدميري ومن يتبنى هذه المشاريع إعلاميا يهدف للتضليل على الشعوب العربية في قضيتهم الأولى.
ومن هنا ومن قضية فلسطين يمكن أن نرى أن الإعلام العربي منقسم إلى إعلام عربي مضلل وإعلام عربي مبين، فالإعلام الذي يتبنى قضية فلسطين ويبين للعرب أهمية إبراز هذه القضية كبوصلة حقيقية لقراءة المشهد العربي وما يحدث في الساحة العربية قراءة صحيحة تحافظ على الوعي الصحيح للمتابع العربي ليقراء كل من المشاريع التمزيقية للوطن العربي ومن يقف وراءها ولصالح من ؟ ومن هي الأيدي التي تعمل على تنفيذ هذه المشاريع بينما الآخر يعمل على تضليل وتشويه الحقائق واختراع عدو وهمي يشغل به هذه الأمة كما يسعى إلى إثارة القضايا التي تخدم هذه المشاريع وتقوم بتمزيق هذه الأوطان والتناحر بين شعوبها ونسيان القضية الأم قضية فلسطين ويستطيع كل من يتابع وسائل الإعلام العربية _ سواء المبينة أو المضللة_ أن يميز هذا الشيء ليتضح له ما أهمية كلمة (مبين) في الآية القرآنية.
لذلك وبصفتي مواطن يمني عربي أدعو كل مواطن عربي أن يراجع حسابه بعودته إلى القرآن الكريم ليتضح له ما أهمية أن يحافظ العرب على منطق التبيين بين هالة التضليل التي يتعرض لها الوعي العربي عبر وسائل إعلامية تنطق بلسان عربي وتنفذ من خلاله مشروع غربي يستهدف الشعوب العربية في وعيها وعبر قمر صناعي اسمه (عرب سات) لكنه ليس (مبين) بل مضلل لأن إغلاق قناة الميادين التي هي لسان عربي (مبين) لم يكن ليتم إغلاقها لولا أن من يقفون وراء هذا القرار والمستفيدين منه على يقين تام بأن الشعوب العربية ووعيها لم يعد يفرق بين (المضلل) و (المبين).
وبالرغم إننا سمعنا رئيس مجلس إدارة القناة الأستاذ غسان بن جدو يصرح بان من ضمن أسباب إغلاق القناة هو تعاطيهم مع الملف اليمني بشكل أنساني وتغطيتها لجرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في حق المدنيين إلا أني أرى أن السبب الحقيقي هو اللسان المبين الذي يعمل على فضح مشاريع قوى الاستكبار العالمي وفضح إعلامها المضلل، لأنه لو استطاع الوعي العربي أن يميز بين (المضلل) و(المبين) لأدرك كل المؤامرات والحروب والصراعات التي يشهدها الوطن العربي من خلال ما يتم نشره إعلاميا عنها .
ولأننا في اليمن _و كحالة من الوعي الشعبي_ ندرك بان العدوان على اليمن ليس عدواناً سعودياً كما يقال في وسائل الأعلام العربية بل هو عدوان أمريكي اسرائيلي بغطاء سعودي وعربي مضلل لحقيقة ما يتعرض له اليمن من عدوان يخدم أمريكا وإسرائيل ومشروع الغرب.