محللون: أمريكا صنعت «داعش» لتبرير نزعتها العسكرية

قال موقع جلوبال ريسيرش البحثي إن دعم الولايات المتحدة للمسلحين سواء بتوفير الدعم العسكري أو غيره يعد انتهاكا لمبادئ القانون الدولي المعاصر وميثاق الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن تخوض حربا عالمية متعددة الأبعاد من عدة جبهات عبر استخدام الوكلاء، ففي أوروبا تستخدم الحكومة الأوكرانية والاتحاد الأوروبي لمواجهة روسيا، وفي المنطقة العربية تستخدم حلفاءها الخليجيين من أجل السيطرة على اليمن، وفي شرق آسيا تثير التوتر بين جمهورية الصين الشعبية وجيرانها لمواجهة بكين، وفي هذا السياق، تستخدم كوريا الجنوبية لمواجهة كوريا الشمالية، وفي نهاية المطاف تستهدف الصين.
ويؤكد الموقع الكندي أن ما يسمى بتنظيم داعش هو صنيعة الولايات المتحدة، حيث تحصنها كبديل قوي لها المنطقة، وما تقوم به واشنطن من ضربات جوية مزعمة ضد التنظيم الإرهابي، ما هو إلا ستار لدعم داعش، موضحا أن الولايات المتحدة تسعى لتنفيذ مسارين متوازنين وهما إشراك حلفائها وتدمير أعدائها، فهي ترغب في إزالة النظام السوري وبعد ذلك تستهدف إيران، بمساعدة فرنسا والدول الأوروبية.
ويشير الموقع إلى أن التغييرات في أسماء الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق مجرد خدعة، لأنها في الواقع نفس التنظيمات التي تمولها الولايات المتحدة، فهم نفس عملاء الفوضى وتستخدمهم لزعزعة الاستقرار وضد خصومها والكيانات التي تقاوم المراسيم الأمريكية.
ويرى الموقع أنه مع تآكل تنظيم القاعدة و”أسامة بن لادن” واختفائه عن الأضواء، بدأت واشنطن في خلق أساطير جديدة للحفاظ على سياستها الخارجية، حيث جبهة النصرة ثم داعش، و”أبو بكر البغدادي”، وتواصل الآن حروبها الطويلة لتبرير النزعة العسكرية الأمريكية، كما أنها تؤجج نيران الفتنة بين المسلمين وتطرد المسيحيين بهدف تقسيم المنطقة.
وأكد أحد التقارير المسربة لوكالة المخابرات الأمريكية أن تنظيم القاعدة والفروع التابعة له هي القوة الدافعة للمجموعات المسلحة المعارضة في سوريا التي يساندها الغرب وبالتالي لا بد من التعامل معه بهدف إضعاف حكومة دمشق.
من جانبه وصف العميل السابق في وكالة الأمن القومي الامريكي ادوارد سنودن تنظيم “داعش” الإرهابي بـأنه “صناعة السياسة الأمريكية”، موضحا أن هذا التنظيم “لم يكن موجودا قبل أن نبدأ بقصف هذه البلدان (سوريا والعراق)”. وأضاف إن الغارات التي تنفذها الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في ما يسمى بـ”التحالف الدولي” ضد “داعش”، لا تؤدي إلى حل المشاكل، وإنما بالعكس تشكل مزيدا منها.
وأشار سنودن إلى أن استخدام واشنطن لطائرات من دون طيار “يخلق إرهابيين أكثر عددا من هؤلاء الذين يسفر عن قتلهم”.
وأوضح أن الطائرات المسيرة (من دون طيار) “لا تستهدف شخصا معينا، وإنما تستهدف هاتفه، وهي لا تحدد ما إذا كان هذا الهاتف موجودا في تلك اللحظة في يد الشخص المستهدف، أم في يد أمه… وهنا يكمن السبب في توجيه الضربات الجوية نحو حفلات الزفاف”.
وأضاف: إن المعلومات التي تستخدمها السلطات الأمريكية “خطيرة وغير موثوقة”.

قد يعجبك ايضا