الوعي الشعبي!!
لا شك أن العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي – الخليجي “التحالفي” الظالم الذي تتعرض له بلادنا منذ نحو ثمانية أشهر, وأمعن طوال هذه المدة في قتل الأبرياء, من أطفال ونساء وشيوخ, أبناء الشعب وتدمير مقومات الحياة وبناها التحتية في عموم الأراضي اليمنية دون هوادة ولا مراعاة لحقوق الإنسان, أما الرحمة والخوف من الله فلا ريب أنها منزوعة من قلوب هؤلاء القتلة.. نقول بأن هذا العدوان البربري الوحشي رغم فظاعته وهمجيته فإنه لم يزد شعبنا وقواه الخيرة إلا صموداً وصلابة واصراراً على مواصلة الذود عن حياض الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله وردع المعتدين ودحر جحا فلهم ومرتزقتهم المأجورين.. كما أن هذا العدوان المتواصل جواً وبراً وبحراً لم ولن يؤثر في موقف الصامدين الأحرار قيد أنملة بقدر مازاد اليمانيين الشرفاء قوة ووعياً بالأبعاد المترتبة على هذا العدوان وما يضمره المعتدون لهذا الشعب من حقد وخبث لئيم حتى لا تقوم له قائمة تذكر في عالم العصر الحديث.. ولم يدرك هذا المعتدي بأن وعي شعبنا وقوة صبره وحكمة تحمله قد امتص حتى اللحظة كل العنجهيات والمخططات التي رجموا بها ثقلهم وإمكانياتهم وأسلحة تدميرهم فوق شعبنا اليمني الذي رفض تبعيتهم وقرارهم المصبوغ بنوايا الأطماع التوسعية على حساب حقوقه المشروعة.
إذ لا شك ولا ريب أن ارتفاع الوعي الجماهيري لأبناء اليمن قد فوت الفرصة على الاعداء للنيل من مكاسب الشعب الحقيقية بما جعلهم يتخبطون هنا وهناك وبعشوائية المستشيض الغضبان من هذا الصمود منقطع النظير, ومن الوقوف الحازم في وجوههم القبيحة ليجروا وراءهم الخزي والعار ولعنة الله والتاريخ على ما فعلوه في يمن الإيمان والحكمة من جرائم لا تغتفر ولا تنسى مادامت السموات والأرض إلى أن تقوم الساعة, ولأن الوعي الشعبي لأبناء اليمن وحتى من هم في صف العدوان قد زادت نسبته وارتفعت حدته فإن معدل القهر والخسائر التي تكبدها المعتدون من آل سعود ومن تآمر معهم أو تحالف ووافقهم ذلك غلبت على ظنهم وتقديرهم وحساباتهم حتى أنهم صاروا اليوم يبحثون عن مخرج للمأزق الذي وقعوا فيه وبما يجعل من هزيمتهم أمراً مفروغاً منه ومحتوماً لا محالة.
فماذا يريدون بعد أكثر من 225 يوماً من الحرب والدمار والقتل والتشريد يقابله 225 يوماً من الصمود والعزة والإباء؟! أيريدون أن نقول لهم مرحى وسهلا.. أم نذيقهم مر العلقم وشدة البأس اليمانية التي لا ترحم المعتدين وإن كانوا من أقرب الأقرباء.. وها هم يشهدون قوة الشعب اليمني في ما يدكهم الجيش واللجان الشعبية في عقر دارهم وحيثما يحتلونه من الأراضي اليمنية في كل من جيزان ونجران وعسير التي ستعود بإذن الله إلى أحضان الوطن.. فلا بد منها وإن طال الزمن.