تطلع للعيش الكريم ورفض للتهميش في صنع المستقبل!!


الثورة/عبدالله الخولاني –
لا يستطيع أحد أن ينفي التغيير الحاصل في اليمن والمتفق عليه يمنيا سيرسم خارطة جديدة لمستقبل أفضل سيكون له الانعكاسات الإيجابية على جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق.
فخروج الشباب في 11فبراير قبل عامين من الآن ليس لأنه عاطل عن العمل فحسب وإنما لإحساسه أن أحلامه سرقت منه وأيضا هم من يدفعون الثمن الأكبر لأخطاء السياسة التي أدت بالبلد إلى ما نحن فيه وما لم توضع الخطط الصحيحة لمعالجة هذه المعضلة فإن التكلفة لن تكون اقتصادية تقتصر على عملية حسابية بالأرقام بل ستتعدى ذلك لظهور جيل ضائع من الشباب هم من دفعوا ثمن التغيير مقدما ,ولعل المرحلة الحالية التي يمر بها البلد لا تقل أهمية عن التغيير نفسه فمرحلة بناء دولة المؤسسات ومجتمع ديمقراطي وتحقيق عدالة اجتماعية تتطلب جهداٍ أكثر لتغيير سلوك وثقافة ترسخت خلال عقود من الزمن.

تصدر الشباب لقيادة التغيير في اليمن وتجاوزه للأحزاب والساسة وجه رسالة سجلها التاريخ في أنصع صفحاته أن شباب اليمن لم ولن يكونوا أرقاماٍ عددية في سجلات التعداد السكاني بل أصحاب فكر وقضية ناضلوا وضحوا من أجلها لا يريدون جزاء ولا شكورا كما سيبقى يوم 11من فبراير2011م محفورا في ذاكرة كل يمني مهما كانت توجهاتهم وانتماءاتهم.
كلمات تكتب من ذهب جاءت على لسان محمد دبوان شاب ذو العشرينيات من خريجي الجامعات كان من أوائل من خرجوا من أجل التغيير بعيدا عن حسابات السياسة وتعقيداتها ,ويرى أن شباب اليمن أثبتوا أن الحرية حق أن لم يعط يَكتسب وأن العدالة الاجتماعية لن تصبح مجرد شعارات يرددها الساسة بل هي واقع من الآن ولابد أن نعايشه وهذا هو شعار المرحلة الممنوع من الصرف.
ويقول دبوان :علينا أن نطوي صفحة الماضي ونؤمن بالتعددية السياسية والاختلاف والمعارضة البناءة وأن الوطن اكبر من أن يكون بصك ملكية لأحد.
متفرج
قبل11فبراير كان الشباب في اليمن المتفرج البريء ولكن هذه القاعدة تغيرت في هذا اليوم وأصبح الشباب قائد التغيير ونجح بجدارة واستحق درجة الامتياز مع مرتبة الشرف ولكن الشباب يسألون أنفسهم: ماذا بعد¿ فهم صنعوا التغيير وكسروا حاجز الصمت والخوف وانتصروا لذواتهم في وطنهم لكن بناء بلد جديد يرتكز على الديمقراطية والدولة المدنية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ما زال حلماٍ يراودهم والطريق لتحقيق ذلك ما زال طويلاٍ هذا الواقع الذي يفرض نفسه اليوم على المشهد السياسي في اليمن كما يراه سليم السفياني الذي بدا متفائلا بالمستقبل رغم بعض الصعوبات التي يعتبرها متوقعة.
ويضيف قائلا: الشباب الذين شكلوا شعلة التحركات الاحتجاجية أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا بما يحيط بهم فالأفكار نضجت لدى البعض والرؤية أصبحت أكثر واقعية وحقيقة.

أولويات الشباب
عندما أشعل الشباب شرارة التغيير كان الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية وكانت هذه القضايا هي الهاجس الأول للشباب اليمني ولكن أضيفت لها طموحات أساسية وغير قابلة للنقض وفقا لما يعتقده فارس حزام .
ويؤكد أن الحرية لن تتحقق إلا بحياة كريمة وهذا لن يتم إلا من خلال الحصول على فرصة عمل برواتب تناسب الوضع المعيشي وكذا اعتماد مبدأ المنافسة والكفاءة بدلا عن الوساطة والمحسوبية .
هذه التخوفات في أوساط الشباب ترتبط بشكل مباشر بارتفاع نسبة البطالة بين الشباب في اليمن التي وصلت لـ60% حسب التقارير الدولية الصادرة مؤخرا وهي مؤشرات خطيرة جدا اذا لم يتم التعامل معها بجدية ومع ذلك فالهواجس المعيشية التي تْقلق الشباب لا تمنعهم أيضاٍ من التطلع نحو القضايا الوطنية طبقا لسمير نمران الذي يرى أن غياب دولة القانون ما زال هو من أهم التحديات التي تواجه اليمن ومع ذلك فإن البلاد تسير بالاتجاه الصحيح وهو ما يدفع الشباب إلى الحلم بالرخاء الاقتصادي والاستقرار المعيشي والهروب من الاضطرابات الأمنية.
رفض
بعد11فبراير شباب اليمن يرفضون أن يظلوا على هامش المعادلة السياسية والاقتصادية كما يقول عبدالله الهاشمي: حتى وأن صر قادة السياسة على تقزيم دور الشباب ووضعهم في مربع الأدوات المنفذة لا مربع صانعي القرار من خلال شغلهم بهمومهم اليومية ومكابدتهم للحصول على فرصة عمل واستقطاب البعض منهم في محاولة لتهميش الشباب وإبقاء صوتهم طي الحاجز الموضوع والمساحة المسموحة بها .

سيناريو لن يتكرر
ويؤكد الهاشمي أن هذا سيناريو لن يتكرر فالشعارات التي رفعها الشباب تعبيرا عن مطالبهم?: «?كرامة دولة مدنية عدالة اجتماعية?»? تبين أنهم يتطلعون إلى مجتمع لا تمتهن فيه كرامة الإنسان وتسوده الديمقراطية الحقيقية وتتحقق فيه العدالة الاجتماعية وهو تعبير عن رفض نموذج النمو? ?غير المتوازن الذي ساد اليمن? خلال الفترة الماضية.
ويضيف نحن كشباب لا نطالب بالكثير فقط نطالب بما لنا من حقوق حتى نستطيع الإيفاء بما علينا من واجبات نؤمن بحقنا بقيادة الدولة وأن المستقبل لنا وأننا راسمو سياستها المستقبلية ونحن في يوم ما سنحدد قواعد اللعبة ومراكز القوة.

رؤى
وبحسب الهاشمي هذا لن يتحقق إلا من خلال تطوير المنظومة التشريعية والقانونية المرتبطة بالشباب وإنشاء هيئة حكومية تعنى بقضايا الشباب وصرف التعويضات عن البطالة لضمان الحق في الدخل لجميع الشباب وكذا مضاعفة عدد الوظائف الحكومية من أجل تشغيل حاملي الشهادات ووضع استراتيجية وطنية متكاملة تعالج قضايا الشباب.
من خلال ما تم ذكره سابقا يتضح بجلاء أن الشباب في اليمن الآن أصبحوا مدركين لما يجري من حولهم وفي نفس الوقت متيقظين ولهذا نجد أطروحاتهم ناضجة ومستوعبة للواقع كما أنهم متيقنون بتحقيق أحلامهم التي تحقق جزء منها بفضل هذه الهبة والجزء الآخر لازالت تواجه صعوبات وتحتاج لفترة من الزمن حتى ترى النور.

قد يعجبك ايضا