د/ محمد النظاري
دائما يختلط علينا الأمر بين أيهما أهم الكم أم الكيف ، فتضيع علينا أمور كثيرة، أكثرنا فيها من الكم وقللنا الكثير من الكيف..وحينها نصبح كمالة عدد لا نؤثر في المحيط.
هذه المعادلة للأسف الشديد منتشرة في الوسط الرياضي اليمني، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإدارية والفنية ، فنجد أن مقاليد الأمور تؤول إلى من ليس لهم دراية تامة بالمهام التي يشغلونها، وعندها ينتج شيء اسمه العصيد، وهو رائج الانتشار.
عندما تفكر العقول اليمنية بالهجرة والاغتراب والعمل خارج الوطن، فذلك ليس هروبا بقدر ما هو تهرب قسري، فالمبدعون محكوم عليهم بأحد أمرين ، إما الموت كمدا وهما أو الموت تنقلا وغربة.
لم أتفاجأ أبدا عندما غادرنا العزيز بشير سنان واستقر في مملكة البحرين ليلتحق بالاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، في قفزة كبيرة اولا له على الصعيد الشخصي، وثانيا للإعلام والصحافة الرياضية اليمنية،التي ظلت مغيبة عن الساحة الخارجية نتيجة فقدان الإرادة الداخلية الرسمية بوجود كيان قوي للاعلاميين الرياضيين.
الزميل بشبوش كان من أوائل من أسسوا الصحافة الرياضية الالكترونية، وساهموا في نقل المعلومة في ثوان معدودة إلى اصقاع المعمورة، وبالتالي نقل الرياضة اليمنية الى خارطة الرياضة العالمية.
هناك من كان يظن أن مواهب بشير سنان تقتصر فقط على علاقته الشخصية بالاستاذ،معمر الارياني وزير الشباب والرياضة السابق، وتناسوا القدر الهائل من الإبداع الذي يمتلكه، وليس بخاف علينا مجلة المونديال التي فاقت مجلات رياضية خليجية، وكانت موهبته واضحة وجلية عليها.
ما نتمناه من الزميل بشير سنان، أن يكون حلقة وصل بين أطر الصحافة الرياضية الخارجية ونظيرتها في بلادنا، فأنا اتوسم فيه مواصلة الصعود لأبعد نقطة، نظرا للعلم والثقافة التي يمتلكها،وألا يكون مثل بقية من وصلوا للاتحادات القارية وتناسوا بلادهم حينها.
إن التأهيل هو كلمة السر في النجاح، وهنا نشد على يدي كل مسؤول يمني ألا يحجم عن دعم أي رياضي ، له رغبة في مواصلة تعليمه الجامعي، والكابتن محمد خالد النصيري أحد الكوادر الرياضية في محافظة البيضاء، وقد جمع بين كونه لاعباً ومدرباً ومعيداً جامعياً، والآن حاز على موافقة كلية التربية الرياضية بأسيوط لمواصلة دراسة الماجستير ، ولكون المقعد الخاص بالمنحة هو لقسم التربية الرياضية بجامعة البيضاء، فلا يحق أبدا حرمان الرياضيين منها وتحويلها لتخصص آخر، ففي ذلك قتل للإبداع ومحاربة للرياضة، وان حدث ذلك لا قدر الله، فمرده جهل القيادات بأهمية هذا التخصص النادر، وقتل مسيرة التأهيل الرياضي.
كثير من اللاعبين والنجوم اتحسر عليهم اليوم وانا اجدهم لا يجدون حتى لقمة العيش، نظرا لعدم مواصلتهم التعليم، واقتصارهم على نجوميتهم، والتي تزول وتنتهي بمجرد افولها، ويصبح حينها رقما منسيا، ولكن الرياضيين الذين واصلوا مسيرتهم العلمية جعلوا امتدادا بين نجوميتهم وعملهم الحالي المرتكز على التأهيل وحفظوا ماء وجههم من الوقوف بين يدي من لا يرحم..وبعضهم مات وهو لا يجد قيمة الدواء.