جنيف2.. بين تفاؤل اليمنيين وسقوط أقنعة العاصفة
رغم التحديات التي تكتنف مسار ذهاب فرقاء الصراع اليمني إلى طاولة التفاوض في (جنيف) للمرة الثانية.. إلاّ إن الأنظار والقلوب اليمنية تتجه إلى جنيف2، معلقة –على هذه الفرصة -آمال الفِكاك من الوضع الكارثي الذي باتت تعيشه حواضر وأرياف اليمن جراء العدوان السعودي وتحالفها المتهاوي على إيقاع التوجس بنوايا المملكة في إطالة الحرب، واستنزاف شركائها في العدوان، ومضاعفة الخطر على المنطقة برمتها..
يمنياً.. لقد لاح في أُفق هذا القبول أن كل قوى الصراع اليمني، أدركت أنه لا مناص من الحوار اليمني لحل القضايا الخلافية التي عجزت الحرب عن حلها، حتى مع حجم أسلحة تحالف العدوان الفتاكة.. فالشعب اليمني ثابت على الأرض والوطن، وهو من يملك الحق في الحرب ضد الإرهاب المهدد لهوية التعايش والوسطية اليمنية، التي تتنافي مع ثقافة الاستحواذ والعنف وحكم الطرف الواحد.. وهو المنتصر أمام هذا العدوان السافر، المجافي –مهما كانت ذرائعه- لفرضيات التعاطي مع العمق الاستراتيجي الذي تشكلِّه اليمن للخليج.
إن الاقتتال الداخلي، والحصار الخارجي، والقصف الجوي الذي طال اليمنيين بمختلف مشاربهم، حتى أولئك الذين يقفون في صف العاصفة- لمآرب المال والمصالح والنكاية بإخوانهم على إثر الصراعات الداخلية- إضافة إلى المآلات العكسية والأوضاع المأساوية في المدن التي انسحب منها الجيش واللجان الشعبية، إذ سيطرت عليها القاعدة و(داعِـش) منقلبةً بذلك على جالبيها لليمن وعلى داعميها بالمال الخليجي.
كل هذه العوامل الملموسة، وهذه المعطيات الكارثية، حدت باليمنيين الصامدين في الداخل إلى التعاطي السياسي الواعي، مع ذرائع العدوان بإعلان القبول والتعامل الإيجابي مع القرارات الأممية.. كما حدت باليمنيين في الخارج- إن لم يخب ضن العقلاء- إلى الإدراك المتأخر للنتائج الكارثية لتبرير العدوان على الوطن أرضاً وإنسان ومقومات دولة.. لتكون عند هذه الحالة جنيف2 هي تحول هام باتجاه سقوط أقنعة العدوان وتهاوي ذرائعهم في القتل والتنكيل بالشعب اليمني.
ومن تابع الحرب السعودية الظالمة على اليمن يدرك أن مجرياتها ذهبت في تدمير كل ما يمكن أن تبنى عليه دولة قوية، من البنية التحتية العسكرية والمدنية، ومن القوى البشرية، ومقدرات التنمية، ولم تقترب من الأهداف المعلنة وغير المنطقية من وراء هذا القتل والدمار، بقدر ما خدمت التطرف والإرهاب مهددةً المنظومة الخليجية بصفة خاصة وأولها نظام آل سعود، الذي ذهبت أسلحته ومعسكراته إلى صف داعش..
خلاصة القول: إذا كان اليمنيون قد فتحوا أبواب الأمل بقبولهم الجلوس على طاولة المفاوضات فما الذي يدعو العدوان إلى تصعيد هذا القصف على كل المحافظات اليمنية..؟!.. لا جواب.. سوى حقيقة إصرار العدوان الهمجي على تقويض كل فرص المعالجات على المستوى اليمني، وعلى مستوى مستقبل علاقات اليمن بالخليج، وأيضاً على مستوى ترميم تصدعات جدار الهوية العربية جراء جاهلية هذه الحرب.