شهور من الحصار والحرب
نبيهة محضور
دخلت امرأة النار في قطة حبستها لم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض …هكذا تعلمنا
واليوم خمسة وعشرون مليون يمني محاصر منذ أكثر من سبعة أشهر من حصار شامل ..جائر ،لم يراع أدميتهم ولا احتياجاتهم، وليس مهم في نظر العالم أن يعيش هؤلاء اليمانيون أو يموتوا !!
فاي مكيال تكيل به الأمم المتحدة وأي تصنيف يُصنف به البشر؟؟
اليوم الإنسان اليمني يعاني من تدهور الحياة المعيشية ،حيث مايقارب70% منهم تحت خط الفقر ،تدهور اقتصادي ..صحي ..اجتماعي ..نفسي ،بسبب هذا الحصائر الذي تسبب في أزمة خانقة خاصة في المشتقات النفطية التي أثرت بدورها على المشاريع الاقتصادية وبشكل مباشر على الجانب الخدمي والصناعي مما أدى إلى انكماش الموارد المالية الذي إلى تدهور النواحي الاقتصادية للمواطن اليمني ،عوضا عن ذلك أثر الحصار على الجانب الصحي وتعريض حياة الكثير من المرضى للخطر بسبب انعدام الكثير من الأدوية وعجز الكثير من المستشفيات عن القيام بدورها مما أدى إلى إغلاق الكثير منها ، مرضى لا يجدون دواهم ..يموتون كل يوم الماً كمرضى السكر والفشل الكلوي نتيجة انعدام الأدوية ،وغياب الكهرباء ،مواد غذائية تتناقص يوماً بعد يوم وانتهاء صلاحيات الكثير منها نتيجة طول المدة وعدم صلاحيات التخزين الناتج عن
انعدام الكهرباء،
فهل يدرك العالم هذه المأساة التي يعيشها اليمانيون ؟ هل يعلمون أن الكثير منهم باتوا على قارعة الطريق ..بلا عمل ..بلا دخل ..،الكثير من الأسر لا تجد ما يسد رمقها ..أطفال يتضورون جوعاً ،في ظل صمت مؤلم من المجتمع الدولي ؟
اتساءل أين منظمات حقوق الإنسان.؟ أين أنصار المرأة ؟
أين أنصار الطفولة ؟
لماذا لا يقومون بدورهم في وقف هذا العدوان والحصار على أبناء اليمن ؟
أم أن وجودهم مجرد شعارات كاذبة لا تساوي قيمة الحبر التي كتبت به ؟
أيتها الشعوب العربية لن ينسى لكم أبناء اليمن موقفكم المخزي تجاه معاناته ..تجاهلكم لأنين أوجاعه ..لصوت أطفاله .
هذا الشعب الصامد الذي لم يكن له جرماً غير أنه ثبت وصمد على تراب أرضه، هذا الصمود الذي سيسجله التاريخ وسيسجل معه تخاذلكم وهوانكم أيّها الصامتون عن الحق.