السعوديه في الرمق الأخير
محمد المشرع
السعودية ماقبل الأفول ،، فإنها توهجت بشكل كبير
أثبتت دراسات علم الفضاء والكون أن النجم الذي يكون على شفا الموت، فإنه يبدأ في التوسع الى ما هو أبعد من حجمه الطبيعي، ويبدو عملاقاً اكثر مما تتصور، لكن في الواقع، تلك هي علامات تفككه وانهياره، مما يصبح أكثر عرضة للخطر والانحلال.
من خلال هذا المثل البسيط ظهرت السعودية بشكل ملفت وغريب عن سياستها السابقة العمل الخفي ، فهي أصبحت قوة عالمية وهي لم تكن كذلك بسبب عدم امتلاكها القدرات الكافية للمنافسة بين الأمم.
ولعل القول بأنها أظهرت مواقف كبيرة فهي تفاوض روسيا العظمى على بقاء الأسد رئيس دولة عربية مجاورة وتضرب دولة أخرى عربية مجاورة اليمن لتعيد شرعية موالية لها بالقوة والسلاح رغم الرفض الشعبي لها وقتلت مابين عشرين ألف شهيد وجريح.
وفي الوقت السابق عزلت رئيس جمهورية مصر الرئيس المنتخب واستبدلته بشخصية موالية لها, وكما حاولت خلق احتجاجات في تركيا لخلع رئيس تركيا دولة أكبر من السعودية ولم تستطع فعل ذلك وبنفس الوقت تواجه إيران وغيرها
هذا التدخل الظاهر وبهذه الصورة شيء غريب لم نقر عن مثيله في التاريخ حتى أمريكا تفعل ذلك لكنها تحرص على إظهار المظلوميات للشعوب وتظهر المنظمات الدولية التي تطالبها بالتدخل وتصنع غطاء مناسباً
لها للتدخل .
هذه المملكة التي شاخت سياستها واستراتيجيتها الاستعمارية للشعوب العربية قتلت زعماء العرب ابتداء من جمال عبدالناصر إلى صدام حسين إلى إبراهيم الحمدي إلى معمر القذافي وغيره من الزعماء.
هذه الدولة أدخلت دول عربية في حروب أهلية ودمرت جيشها ودولها ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال ولبنان وفلسطين من خلال تغذية الصراع لصالح الغرب والإمريكان.
ولكن الخطر الداهم لها هو الصراع الأسري القائم بعنف لتحديد الملك القادم من بين جيل الأبناء وقد ظهر للسطح الخلاف ولم يعد للسرية مكان وأصبحت فضائح أمراء الأسرة في كل مكان وانتهت الهيبة والخوف والحاجز النفسي ،
لم تكمل السنة من فترة تولي سلمان حتى ظهرت كوارث الدنيا فيها ونفذت داعش أكثر من عشر عمليات وهي مرشحه للتزايد في ظل حاضنة كبيرة وانعدام للتعبير السياسي في قوانينها.
إنها تصارع بقاءها وهي آيلة للسقوط لا محالة بالمهددات الداخلية وليس المهددات الخارجية ولهذا لم يعد الوقت كبيراً لسقوطها.
مجتمعها ينقسم بين مجتمع ليبرالي ومجتمع إسلامي متشدد النقيض ووجود للإسلام السياسي فئة كبيرة من الشعب المناوئين لحكم العائلة الإخوان المسلمين والشيعة وإن ظلوا مخفيين فهم نار تحت الرماد ليس إلا.
وقبل ترنحها فقد سقطت قيميا وأخلاقيا وسقطت قيمتها ومكانتها لدى العرب والمسلمين.
ولهذا لن يدعمها الأمريكان كما كان الدعم من قبل بسبب ضعف شعبيتها في الداخل والخارج .