تعز ليست بحاجة لأسلحتكم

تعز تموت .. تعز محاصرة .. تعز بدون ماء .. تعز بدون غذاء .. تعز  تعاني بسبب الحصار هذه نماذج من العبارات التي تنتشر هذه الأيام بكثرة في وسائل إعلام العدوان ومواقع التواصل الاجتماعي التي تملأ الدنيا نحيباً وعويلاً على تعز وأهل تعز لكن تعز لم تجد منهم شيئاً ولم يرسلوا لها ولا قافلة غذائية واحدة لإنقاذها رغم قدرتهم على ذلك لكنهم بالتأكيد لا يريدون، فهم فقط يقصدون من راء كل هذه الحملة والهجمة إثارة الرأي العام العالمي وخلق بلبلة واستعطاف أهل تعز المساكين الذين يصدقون الكذب بل ويتبنونه وينساقون وراءه .
وقد يقول القائل إن دول العدوان ليست قادرة على إرسال مواد غذائية وإغاثية لتعز وأبنائها وإلا لما تأخروا لحظة واحدة وهذا الكلام مردود عليه وعلى كل من يروج له فهذه الدول تستطيع أن ترسل كل ما تريد لتعز ولأهل تعز فهي تقوم بعمليات إنزال لأسلحة وعتاد عسكري وبشكل متواصل وفي معظم المناطق في تعز وهذا باعتراف وسائل إعلام العدوان نفسها التي تتباهى وتتفاخر أن طيران التحالف يرسل أسلحة متنوعة لمن تسميهم بالمقاومة الشعبية التي بدورها تشكرهم على كل تلك الأسلحة التي تصل إليهم ويستخدمونها في قتال من تسميهم “الحوثيين والعفاشيين”.
يمكن لأي عاقل أن يوجه سؤالاً لهذه الوسائل ولكل من يروج بأن تعز محاصرة وممنوع عليها دخول الغذاء والماء والإغاثة هذا السؤال هو لماذا لا تقوم طائراتكم التي تنزل الأسلحة لتعز بإنزال المواد الغذائية والماء وغيرها كما كانت تفعل الطائرات الأمريكية عندما كانت تنزل المواد الغذائية للمواطنين العراقيين الذين كانوا محاصرين في الجبال من قبل داعش؟ وربما يكون هناك سؤال آخر هل أنتم جادون في أنكم فعلا تريدون إنقاذ تعز مما تقولون إنه حصار عليها ؟ أم أنكم فقط تستخدمون هذه الورقة لتحقيق مكاسب لكم على حساب تعز وأهلها ؟.
اعتقد بل وأجزم أن هذه الحملة التي تشنها دول العدوان على تعز يراد بها أمور أخرى لأن مصالح البشر عند هذه الدول ليست في أجندتها إطلاقا وتعز لديهم ليست سوى ورقة لا أكثر تستخدمها لتحقيق أهدافها ومراميها أما أهل تعز فهم لا يمثلون لدى دول العدوان أكثر من أداة ليحصلوا من خلالهم على مكاسب في أي مفاوضات ولو كان أمر أبناء تعز يهمهم لكانوا أغرقوا تعز بالمواد الغذائية والمياه وكل ما يحتاجونه هذا إذا كان الحصار حقيقياً كما يدعون لكنه غير موجود إلا في وسائل إعلامهم وما يكذبون به على المنظمات الدولية التي ينجر بعضها للأسف معهم بسبب المال الذي يتم إنفاقه يميناً وشمالاً على بعض تلك المنظمات ومن يعمل معها وبعضهم من أبناء تعز الذين باعوا أنفسهم لهؤلاء بثمن بخس ويقومون بتزوير الحقائق عما يجري في تعز.
في الختام يمكن أن نقول لهذه الدول التي تعتدي على اليمنيين كل اليمنيين وتحاصرهم من تعز إلى صعدة وإلى كل شبر في اليمن كفى لعباً بعواطف الناس وكفى لعباً باحتياجات الناس واستخدامها كأوراق ونقول لهم إذا كنتم تريدون مصلحة اليمنيين كما تدعون فأوقفوا عدوانكم وحصاركم وكفى قتلاً لليمنيين وتنكيلاً بهم إذ ليس من المعقول أن تقتل الإنسان وتحاصره وتجوعه من أجل مصلحته ونقول لأبناء تعز وأبناء اليمن الذين يصدقون أن قلتهم وحصارهم في مصلحتهم أن أفيقوا فهؤلاء جاءوا لاحتلال بلدكم وقتلكم ويلعبون بعواطفكم كذباً وبهتاناً فالحصار الذي يفرضونه على اليمن لا يتضرر من الحوثي أو صالح بل كل أبناء اليمن هم متضررون من هذا الحصار ويقتلون جميعاً فالصواريخ التي ترسلها الطائرات لا تفرق بين يمني وآخر ولا تعرف من هو الحوثي ومن هو المؤتمري ومن هو الإصلاحي ومن هو الاشتراكي والحصار يقتل الجميع دون استثناء فعليكم أن تعقلوا وتقولوا لهذه الدول إن اليمن ليست بحاجة إلى أسلحتكم وتعز ليست بحاجة إلى أسلحتكم .

قد يعجبك ايضا