طابور الصباح
عاد الصباح زاهيا بأصوات ميكرفونات المدارس التي بدأت مسيرة عامها الدراسي الجديد رغم أنف العدوان والمرتزقة .. عادت المدارس لتقول لكل معتد ومرتزق أن الحياة لن تتوقف وأن مكابدة الحياة ثيمة يمنية وعادة لنا لن توقفها صواريخ الطائرات ولا البارجات ولا قذائف المرتزقة ومدرعاتهم .
عاد طابور الصباح في المدارس وفي البيوت التي تستيقظ لتجهيز أطفالها وانطلاقهم نحو مقاعد الدراسة .. تلك المقاعد التي حاول العدو هز عروشها ولم يستطع بل جعل المواطن اليمني يطلق إنزيم عنفوانه وإصراره وصموده الخاص بمواجهة الأزمات والخطوب .
وحين البأس لا تجد اليمني إلا مثابرا مرابطا يرفض التقهقر ويأبى الانكسار كما يأبى العمالة والارتزاق وكما يأبى أن يكون وجوده مدعوما بـ”اف 16″ وبـ” أباتشي” معتد غاشم .
وحين البأس تجد طابور الصباح زاهيا .. وحين البأس تجد الآباء والأمهات يجوبون الأسواق بحثا عن مستلزمات العام الدراسي الجديد رغم الوضع المعيشي الصعب ورغم شحة الموارد عمومها وخاصها .. رغما عن ذلك تجدهم يقلبون المحلات والدكاكين بحثا عن زي مدرسي وعن دفاتر وعن حقائب تتناسب أسعارها مع ما يملكون في الجيوب .وحين يكون السعر مرتفعا لا يتوقفون إلا لالتقاط الأنفاس ثم يعاودون البحث وفقا لقاعدة النسبة والتناسب بين المملوك من المال والمعروض من المستلزمات المدرسية .
ربما نمر بمرحلة الحفر في الجدار .. التنقيب في الصخر .. الحفر بالأظافر .. بل نحن في إطار ذلك .. والمهم أننا نفعله وأننا غير جامدين ولسنا جلاميد بأفواه فاغرة مضطربة جراء القتل والتدمير والتخريب والعبث اليومي الذي تشنه آلة القتل السعودية وحلفها الارتزاقي .
إنه طابور الصباح .. في المدرسة وفي البيت وعند الطالب والطالبة ولدى الأم والأب .. انه طابور الحياة المتجددة والصامدة والتي لا تفارقها قاعدة ” الحياة طول والأجل عرض ” وهي قاعدة الإيمان المزدوج بالموت الحق وبالحياة الحقة .
باختصار .. طابور الصباح هو طابور الحياة غير الآبهة بالأواني الضاجة بالقتل والترهيب .