بيشاور(باكستان)/وكالات
قال قائدان للمقاتلين أمس إن فصيلا منشقا عن حركة طالبان الأفغانية اختار زعيما له في تحد للزعيم الجديد للحركة، مما يثير شكوكا جديدة بشأن فرص إحياء محادثات سلام متعثرة.
وكانت الاضطرابات قد أصابت طالبان التي تحارب لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، بعد الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر زعيم الحركة في يوليو.
وتولى الملا أختر محمد منصور نائب الملا عمر الزعامة لكن بعض الاعتراضات ظهرت في صفوف الحركة. وعزا بعض المحللين هجمات كبيرة شنتها طالبان في الشهور القليلة الماضية إلى محاولة منصور اكتساب سمعة بصفته زعيما للجماعة وترسيخ سلطته على طالبان.
وقال قائد في الفصيل المنشق إنه تم اختيار الملا محمد رسول اخوند زعيما له وإن الفصيل لن يحارب منصور وإنما سينصب تركيزه على الأعداء القدامى.
وقال القائد الذي طلب عدم نشر اسمه :”اخترنا زعيمنا لقيادة المجاهدين ضد القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة وضد الحكومة”.
ولم يتسن الحصول على تعلق من متحدث باسم منصور، لكن قائدا ثانيا للمقاتلين قال: إن اخوند مقاتل مخضرم في صفوف طالبان.
والفصيل المنشق عن طالبان لديه عدد أقل من الموارد والمقاتلين مقارنة بجماعة منصور، لكنه قد يصبح نقطة تجمع لمقاتلي طالبان الساخطين الذين يعارض بعضهم إجراء محادثات مع الحكومة.
ويرى محللون أن التحدي الذي يمثله الفصيل المنشق بالنسبة لمنصور قد يدفعه لأن يفكر في عدم استئناف محادثات السلام المتعثرة.
ولم يتضح إن كان الفصيل المنشق قد يتصل بمتشددين آخرين انشقوا عن حركة طالبان الرئيسية وبايعوا تنظيم داعش الذي يسيطر على أنحاء من سوريا والعراق بعد نبأ وفاة الملا عمر.
وكانت طالبان قد عينت اخوند (50 عاما) حاكما لإقليمين في السابق لكنه ليس رجل دين.
ويشعر الكثير من القادة الذين يؤيدون اخوند بالغضب لأن منصور أخفى وفاة الملا عمر عامين واستمر في إصدار البيانات باسمه.
وقال منصور :إن إخفاء الأمر كان ضروريا للحفاظ على وحدة الحركة.
وحقق منصور في اكتوبر أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ الإطاحة بها من السلطة عام 2001م إذ سيطرت الحركة لفترة مؤقتة على مدينة قندوز الشمالية.
وطردت الحركة من المدينة بعد أيام قليلة لكن القتال دفع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى الإعلان عن إبطاء وتيرة سحب قواتهما، وسط مخاوف بشأن قدرات القوات الأفغانية.