( المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أطرش في زفة ؟!! )
يحيى يحيى السريحي
حينما رفضت السعودية انعقاد مؤتمر جنيف 2 أواخر شهر أكتوبر وطلبت تأخيره أسبوعين بعد أن كان قد تم الترتيب والإعداد له وتحمست المؤسسة الدولية (الأمم المتحدة) بشدة وأكدت على ضرورة انعقاده ونجاحه لذلك سعت أن يكون انعقاد المؤتمر تحت رعايتها فحددت لذلك الزمان والمكان هربا من الفضيحة والأصوات المتعالية والتي تزداد يوما بعد آخر والتي تتهمها بأنها مشاركة في عدوان واعتداء السعودية على اليمن وأنها ترعى الإرهاب ولا تحاربه كما تزعم بدليل إرسال السعودية أفواجاً من تلك الجماعات الإرهابية المسماة القاعدة وداعش إلى عدن ومأرب والمكلا ومؤخرا إلى مضيق باب المندب وتمويل تلك الجماعات والمنظمات الدولية بالمال وأحدث السلاح وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم وعلى رأس الجميع تلك المنظمة الدولية المسماة الأمم المتحدة ومع ذلك لم تحرك ساكنا.
كما إن ذلك الموقف السلبي للأمم المتحدة من كل ما يجري اليوم في اليمن ليس افقدها مصداقيتها تجاه شعوب العالم الحر بل واحترام تلك الشعوب لها بما فيها تلك الشعوب والدول التي تعمل تلك المنظمة لمصلحتها.
وقد أبدى الكثير من أحرار العالم سواء كانوا أفرادا أو بعضاً من منظمات المجتمع المدني التي لم تدنسها أموال الخليج استغرابهم بل واستنكارهم لصمت تلك المنظمة المشين خلافا لنواميسها ومبادئها التي أنشئت من أجلها.
ومع كل تلك التداعيات والأحداث والضغوطات التي بدأت تمارس على تلك المنظمة الكرتونية لم تقو على إرغام السعودية وقبول انعقاد المؤتمر في الزمان والمكان الذي حددته بنفسها بل ذهب ابن الشيح إسماعيل ليقول إن التأخير أسبوعين جاء لأجل الترتيب وأكثر من هذا التماهي مع العدو السعودي والتبرير الهزيل آن المبعوث الأممي غير متأكد مما إذا كان اللقاء القادم سيكون مؤتمرا أم لقاء تشاورياً وشتان بين الاثنين وأيضا غير واضح عنده ما إذا كان المكان المزمع الاجتماع فيه سيكون في جنيف أو مسقط !! الحقيقة أن تلك المنظمة الكرتونية قد بدت عاجزة عن كبح جماح رغبة المسعورة السعودية في إيقاف الحرب العالمية والقتل الجماعي الذي تشنه على اليمنيين منذ ثمانية أشهر دون أي مبرر منطقي أو مسوغ قانوني وعجز تلك المنظمة سببه قبولها لذلك المال الخليجي الحرام واللوبي العالمي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل وهو ما يعني أن وجود تلك المنظمة فعليا كعدمها !! أعود لشخص المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي يبدو أنه كالأطرش في الزفة أو شاهد الزور فشخصية ذلك الإنسان حجونة وقد ذكرنا بسلفه طيب الذكر جمال بن عمر الذي لا مجال للمقارنة بينه وبين ولد الشيخ حيث كان جمال بن عمر يتمتع بشخصية قوية ومؤثر على جميع من حوله ويملك قدرة كبيرة على الإقناع ،كما كان متقد الذهن ديناميكي الحركة لا يكل ولا يمل ، مخلص في عمله ، متجدد الأفكار والرؤى ، لا يقبل المساومة أو ما يسميه الفاسدون في مؤسسات الدولة المختلفة في بلادنا لنهب المال العام تسهيلات ( رشوة ) ويكفي بن عمر ذلك الموقف المتسم بالشجاعة غير المعهودة لمن يعمل بتلك المنظمة بل وللمنظمة كلها وقوفه أمام مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة محملا إياه مسؤولية ما سيؤول إليه حال اليمن واليمنيين بعد شن السعودية حربها على اليمن وشهادته الصريحة التي قالها بأنها شهادة لله وللتاريخ بأن السعودية هي من كان يقف حجر عثرة أمام اتفاق اليمنيين وأنها وراء عدم استقرار اليمن.
المهم أن الأطرش في الزفة ولد الشيخ الذي قال بعد أن تم الاتفاق على النقاط السبع في مسقط في اللقاء الأخير: إن السعودية في حال عدم قبولها لذلك الاتفاق سيتقدم به لمجلس الأمن حتى يصدر به قراراً ملزماً لجميع الأطراف الداخلية والخارجية على رأس الجميع السعودية غير إن كل ذلك لم يتم واتضح أن المبعوث الأممي ونسخة طبق الأصل من الدنبوع.
كلمة أخيرة لن يتدخل العالم لإيقاف الحرب في اليمن إلا لإنقاذ السعودية وليس اليمن إلا إذا نفد المال السعودي حينها المعادلة ستتغير وحتى ذلك الحين لا تعولوا كثيرا لا على أمم متحدة ولا سواها وليس لنا إلا الله في السماء وتلاحمنا وتكاتفنا مع بعضنا .
حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه