وطني

عبدالحميد الرجوي

وطني إذا ما العشقُ فيكَ ضلالةٌ
فلقد صَبَاٌتُ عن الهُدى بضلالِ
فلأنتَ أهدى من صحائفِ ثلَّةٍ
باعتك في زيفٍ من الأموالِ
بك آمنوا حدَّ التباكي إنما
وجه النفاق أقام في الأفعالِ
يتربًّصون بك المنون على يدٍ
عربّيةٍ تغزوكَ في استبسالِ
لك إنهم جمعوا الجيوش فلم تكن
إلا لمُرتزقٍ وربَّ عِقالِ
إني أرى الأعرابَ حولك عُصبةً
جاءوا بكوكبةٍ من الأنذالِ
ألقوك في جُبًّ كإخوةِ يوسفٍ
حسداً وحقداً فتَّ في الأوصالِ
يستمرئون اليوم قتلك إذ مضوا
في بغيهمْ قصفاً على الاطفالِ
جاءوك إذ جاءوا وتحت نعالهم
ذئبُ تقمّص وزرهم بخبالِ
أوّاهُ يا أمّ العروبةِ هل تري
عُهر البنين على تخوم جبالي؟
ما أغربٍ التاريخَ !! كيف تذيقُهُ
أيامُهُ في المهد شر وبالِ
طوبى لترُبٍ جاء من صلواتها
تاجُ النبوّةِ في أبرَّ خصالِ
يا أرض عدنان التي سجدت لها
كل البقاعِ على تُقىً وجلالِ
أرواحُنا طوقٌ عليك من العدا
لنذود عن سبأٍ وعن آزالٍ
سنُعيدُ مجد الأولين وملؤنا
عزُّ يُسطّرُهُ أعزُّ رجالٍ
لا شيء يُثني هامةً سكنت بنا
صرحاً من العلياءِ دون زوالِ
فليدعُ ناديهُ ابنُ نجد فإننا
يمنُ العُلا في حكةٍ ونزالِ
والصاعُ في صاعين سوف نردهُ
بأكُفَّنا أو من يدِ الأجيالِ

قد يعجبك ايضا