
متابعة / عبدالله بجاشعلي الابارة –
أكد عدد من أبناء اليمن في المهجر أن كل منطق يقوم على مبدأ رفض الحوار إنما يعكس رغبة البعض في عدم التوصل إلى حل يرضي اليمنيين أنفسهم. وبالتالي فإن أي تسوية تنطلق من اتصالات أو اتفاقات لا تلبي المتطلبات الحقيقية لأبناء اليمن لا يمكن لها العيش أو الاستمرار.
وقالوا في أحاديثهم لـ « الثورة « إن أي حوار لا يتم وفق الإرادة اليمنية المتينة بشكل متزامن مع تنفيذ المبادرة الخليجية لن يعالج الملفات العالقة المتصلة بحياة الناس ومطالبهم المحقة.
مشيرين إلى أهمية الحوار بين مختلف القوى السياسية لمناقشة ومعالجة جميع القضايا بحكمة يمنية يسودها التصالح والتسامح لإخراج الوطن من الأزمة لتعود الحياة إلى طبيعتها في يمن آمن ومستقر يتسع جميع أبنائه .. تفاصيل أكثر في السطور التالية:
> في البداية يقول الاخ /عبده بن محمد الشوخي رئيس الجالية اليمنية بمنطقة جازان: ليس من شك أن الحوار بين اليمنيين في وقتنا الراهن أصبح ضرورة وطنية وحتمية ونحن متفائلون بنجاحه لأن الكثير من المغتربين يعولون عليه في إصلاح أوضاع اليمن وإخراج الوطن من الصراعات التي عاشها خلال الفترة الماضية وبما من شأنه تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية وتعميقها في نفوس الأجيال القادمة.
والحوار بحد ذاته يشكل عنصراٍ مهماٍ لامتلاك القدرة على مواجهة التحديات الكبرى لأن ما جرى في الوطن خلال ثورة الربيع العربي نعتبره هزة كبيرة لا عودة فيها إلى الوراءوفي نفس الوقت لا يمكن إهماله باعتبار ذلك سيهدد مستقبل اليمن سواء كان ذلك بالتشظي أو بالفرقة والشقاق والتفكك وهذا ما يريده أعداء الوطن أكانوا في الداخل أو الخارجومع كل ما يقال فإن الحوار الذي نريده أن يكون بأيدُ يمنية هدفه حل مشاكل البلاد سياسياٍ واقتصاديا وثقافياٍ واجتماعياٍ .
ومع علمنا أيضاٍ أن ما يميز مؤتمر الحوار الوطني أنه يبرز نقاط الاتفاق ويقلل من نقاط الاختلاف على الرغم من تهويل البعض بأنهم لن يحضروا إلى العاصمة صنعاء إلا أنني متأكد من أنهم سيغلبون المصلحة العامة لأبناء الأمة اليمنية على المصالح الفردية والفئوية التي تضر بوحدة اليمن وأمنه واستقراره .
الوطن لا يحتمل المزيد
> من جانبه يتحدث الأخ عبد الهادي الغزالي رئيس الجالية اليمنية في منطقة حائل بقوله :هناك مسائل كثيرة يمكن لمؤتمر الحوار الوطني العمل عليها من أجل إيجاد حل لما يعانيه المواطن اليمني بشكل عام فالأوضاع الشائكة والملبدة بغيوم الأزمات والانقسامات والاختلالات الأمنية تحتم على الجميع أن يضعوا مصلحة اليمن فوق أي مصلحة شخصية أو آنية.
ويتابع الغزالي حديثه قائلاٍ : وانطلاقاٍ من ذلك فإنني أأمل من أقطاب مؤتمر الحوار الوطني أن يتحاوروا بمنطق العلم وليس بمنطق الجهل وبمنطق المصلحة الوطنية لا بمنطق الإكراه والتشرذم وما أحب أن أضيفه هنا هو أنني قرأت خلال الأيام الماضية أنهم خصصوا لليهود اليمنيين أربعة مقاعد – وهم كما يعرف الجميع شريحة قد لا تتجاوز الـ «300» نسمة – وهذا من حقهم الطبيعي طالما وهم يمنيون ويتمتعون بالجنسية اليمنية لكنني لم أتوقع أنهم سيهمشون المغتربين إلى هذا الحد.
حوار بناء
> أما الأخ أمين عبده حسن المجيدي رئيس الجالية اليمنية بمنطقة تبوك فيقول :
أولاٍ اسمح لي أن أرحب أجمل ترحيب بصحيفة الثورة على اهتمامها بالمغترب أينما كان ثانيا بالنسبة للحوار الوطني أنا برأيي انه البوابة الوحيدة لخروج اليمن من عنق الزجاجة وأتمنى ان يكون المخاض سهلا في ظل المتناقضات المسيطرة على المشهد والصراعات التي تؤرق الوطن وأتمنى أن يخرج الوطن من هذه الأزمة ولن يتم هذا لا بتصفية النفوس والعمل من اجل الوطن والمواطن اليمني وأن لا تكون المناطقية والقبلية والطائفية والحزبية هي سيدة الموقف كما هو المؤشر العام الموجود حاليا نتمنى أن تتناغم المتطلبات حسب رغبة الشعب بدولة مدنية حديثة دولة نظام وقانون هذا حلم الشعب وأتمنى من كل القوى الوطنية المشاركة في الحوار الوطني وأن يكون همها اليمن أولا حتى تكتمل فرحت الشعب الذي عانى طويلاٍ وهو الآن لا يطلب المستحيل بل يطلب أبسط حقوقه في المواطنة والحقوق والحريات والعيش بسلام نتمنى من كل القوى السياسية الشريفة أن تعمل على تجاوز الماضي للسير قدما بعيدا عن المهاترات وأن يسموا فوق كل الجراحات من اجل الوطن. وكنت أتمنى أن يكون المغترب اليمني مساهماٍ ومشاركاٍ في الحوار الوطني فهذه الشريحة المهمة لا يمكن تجاهلها فالمغترب اليمني رقم صعب لا يمكن تجاهله وتهميشه فالمغترب اليمني هو القاعدة الأساسية في بناء الوطن والاقتصاد الوطني وهم شريحة مهمة في المجتمع اليمني ولكن نأمل أن نشارك في حوارات قادمة وجل ما نتمناه أن تكون بلادنا في خير وتقدم ونماء.
لغة المتحضرين
> فيما يرى الأخ سلطان الباكري رئيس الجالية اليمنية في الإمارات قائلاٍ:
– في الحقيقة الحوار هو لغة المتحضرين وهو السبيل الأمثل للوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان والاستقرار فالمشاكل كبيرة و معقدة وأطرافها عديدون لذلك نتمنى أن يخرج المتحاورون بنتائج إيجابية تعكس مدى اهتمامهم بمستقبل وطنهم وما يعانيه من مشاكل وأزمات تتفاقم كل يوم وتهدد مستقبل البلاد والعباد.
ويستطرد الباكري حديثه بالقول: كنت أتمنى أن لا يهمشوا المغتربين اليمنيين الذين يمثلون شريحة عريضة على اعتبار أن مؤتمر الحوار الوطني يشمل كافة الأطراف الفاعلة في اليمن « أرضاٍ وإنسانا» من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات أهلية وشبابية إلا المغتربين لم ينظروا إليهم ولم يخصصوا لهم مقاعد ولو على الأقل بالحد الأدنى لأنني أعرف أن الحوار لايستثني أحدا والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يكون معالي وزير المغتربين ممثلاٍ لنا في مؤتمر الحوار الوطني فهل نأمل ذلك ¿
بناء اليمن
> وبدوره يتحدث الشيخ عبد الكريم الضبيبي رئيس الجالية اليمنية في منطقة عسير قائلاٍ : ما من شك أن الإعداد والتحضير اللذين يجريان حاليا على قدم وساق لمؤتمر الحوار الوطني يتطلب من كافة الأطياف المتحاورة تعزيز مناخ الثقة بينهما وتشخيص مسببات الأزمة أولا لأن ذلك سيضعهم أمام الحل وسيخلق فيهم جميعاٍ توجهاٍ وطنياٍ صادقاٍ يذيب كافة الشوائب والأحقاد والعقبات والتعقيدات التي تعيق بناء اليمن الحديث.
ويضيف الضبيبي بقوله : لا يستطيع أي فريق لوحده إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الوطنية وبالتالي استحالة حكم اليمن منفرداٍ ما يحتم على عقلاء اليمن أن يلعبوا دورا مفصليا في تغليب لغة العقلوالانفتاح على الأفكار الأخرى بقلب مفتوح وتقبل الرأي الآخر والوصول بوطننا إلى ميناء الأمان.
السلم الأهلي
> إلى ذلك يقول الأخ إبراهيم محمد قائد الجوني -عضو الجالية اليمنية في منطقة مكة المكرمة:
أعتقد أن الحوار الوطني الحقيقي هو الذي يهدف إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة أخرى بحيث تطرح فوق الطاولة كل الهواجس والأفكار المختلفة دون خوف أو خجل ودون التعرض للخطوط الحمراء والقواسم الوطنية المشتركة التي تحصن السلم الأهلي وتنأى بالوطن بعيداٍ عن ما يهدد أمنه واستقراره لأن الهدف من الحوار معالجة الأخطاء التي حصلت في الماضي ومن الخطأ أن تستمر إلى ما لانهاية وعلى حساب مصلحة اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
ويضيف الجوني : نتمنى من المتحاورين أن يتجنبوا التناقضات والصراعات التي تعيق بناء الدولة المدنية الحديثة وأن يعملوا برؤية وطنية صادقة لحلحلة الأمور وإعادة المظالم لأهلها والعمل فقط بما يتوافق مع مصلحة الوطن ومستقبله برؤية وحدوية ناضجة.
ضرورة وطنية
> ويشاطره الرأي الأخ إسماعيل احمد محمد النهاري ممثل لجنة العلاقات الخارجية بالجالية اليمنية في جدة قائلاٍ : الحوار الوطني ضرورة وطنية والمشاركة فيه واجب مقدس باعتباره قيمة حضارية وإنسانية ووسيلة سلمية لحل الخلافات والمنازعات وبما يكفل تجنيب بلادنا الإنزلاق إلى مربع العنف والفوضى وكلنا يدرك خطورة الوضع الراهن في الوطن والكل أيضاٍ يعلم أن الأزمات والنزاعات التي تحيق بأي بلد لم تصنع سوى الدمار والخراب ما يستوجب من كل أبناء اليمن تقديم تنازلات متبادلة والتخلي عن الرغبات والنزوات والأهواء الذاتية لكن شرط أن يكون هذا الحوار تحت مظلة الوحدة الوطنية وشعاره «معاٍ نبني اليمن « الواحد الموحد.
حوار وحدوي
ويتحدث الأخ مهند عبدالفتاح علوان رئيس الجالية اليمنية في مملكة هولندا قائلا:
تنعكس أهمية الحوار الوطني المزمع عقده من توقيت انعقاده وحساسية المرحلة. فمستقبل الوطن وأمنه واستقراره ووحدته أصبحت مرهونة بمخرجات المؤتمر ومدى تفاعل القوى الوطنية وإحساسها بأهمية الخروج بخطة عمل مستقبلية تحقق تطلعات الشعب بكل فئاته و رفع الظلم وإعادة الحقوق لأهلها ورد الاعتبار لكل الوطن من جنوبه وشماله شرقه وغربه .. وأضاف علوان بقوله:
التمثيل في مؤتمر الحوار يعكس التركيبة السياسية ولا الاجتماعية لليمن وغلب عليه المحاصصة بين القوى التقليدية من أحزاب وقبائل ومليشيات. بمعنى آخر أن التمثيل كان بحسب الثقل المجتمعي والتمثيل الحقيقي للقوى الحية والمغلوبة على أمرها كمثال حي للإقصاء من الحوار هو صوت المغترب اليمني.
إقصاء المغتربين
> وأشار بقوله: بالرغم من أن المغتربين يشكلون فئة شعبية كبيرة لها مساهمة مشهودة في بناء اليمن إلا أنها أقصيت من الحوار في مرحلة بالغة الحساسية من مسيرة اليمن وتقرير مستقبله. رغم أن المغترب يمثل ركيزة أساسية في مستقبل اليمن خصوصا أن كثيراٍ من رؤوس الأموال اليمنية هي في الأصل مهاجرة ولا يخفى على أحد معاناة المغترب اليمني والإهمال المتعمد لهذا ساهم بقوة في ثورة الشباب اليمني 11 فبراير منذ لحظاتها الأولى ويتابع حديثه: وبما أن المغترب كمكون من مكونات الشعب وكركيزة اقتصادية هامة يعول عليها برفد اليمن بمليارات الريالات سنويا تنبع أهمية الإنصات لصوت المغترب. فالاقتصاد هو الركيزة والعمود الفقري للأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وبدون دوران عجلة الاقتصاد وتدفق استثمار رأس المال الوطني سيفقد الوطن مصدر دخل هام وأساسي. مع الأخذ في الاعتبار أن صوت المغترب لم ولن يصمت مادام قلبه ينبض بحب الوطن واستشعاره بأهمية دوره في مرحلة مابعد ثورة الشباب. وكشباب مغتربين نأمل أن يستمع لنا صوت العقل في الداخل وأن تناقش قضايانا وهمومنا من خلال تمثيلنا التمثيل العادل في مؤتمر الحوار. وسنرفع الصوت عاليا من خلال مجالس الجاليات المعتمدة في الخارج ومن خلال وزارة المغتربين مطالبين بإدراج هموم وقضايا المغترب اليمني في شتى أصقاع المعمورة آملين من الله سبحانه وتعالى لوطننا كل الخير.