ملك الصورة .. والابتسامة .. والحب


معاذ الخميسي –
ياالله .. مرت ثمان سنوات كاملة من الغياب الذي نشعر به إلى اليوم ..ومن الفراق الذي آلمنا يوم أن ودعنا الأب الذي زرع فينا حب الإصرار وقوة العزيمة مهما كانت الدنيا صعبة والحياة قاسية ..والتقدير غائبا ..والاحترام مختفيا ..
* علمنا أهمية الابتسامة وفي القلب يسكن الألم ..وقوة الوقوف بثبات في وجه الأعاصير .. وروعة أن تعمل وتترك الآخرين ممن يفتشون في ما وراء حسابات سوء الظن ..ينهشون أنفسهم ..ويصيبون ذواتهم بأعيرة الحقد الذي يقال أنه رغبة حارقة للإيذاء وأول بواعثه الشعور بالنقص..!
* لم يمتلك في دنياه شيئا..لامبنى ..ولاسيارة..ولارصيدا ماليا ..وكل ما امتلكه طوال حياة الكدø..والنكد..والتعب..حب الناس.. إشاراتهم له في كل مكان يذهب إليه ..وتلك الابتسامة التي لاتغادر وجهه على الإطلاق ..وذلك الموتور سيكل الذي ظل يتنقل به من منزله إلى الصحيفة ..وإلى كل الفعاليات والمباريات واللقاءات والمؤتمرات التي يغطيها بكاميرته الشهيرة ..وحضوره الطاغي ..وشهرته الواسعة !
* أتعرفون ماذا ترك عبدالله حويس بعد أن غادر الدنيا ..ترك ثروته الحقيقية .. عادل ..محمد ..سيف..عبدالرحمن .. وابنتين.. وذهب إلى لقاء ربه ..بقلب مطمئن..وضمير صاف.. وبشوق إلى حياته الأبدية ..ليستريح من عناء وشقاء الدنيا .. !
* ترك الثروة الأهم ..الأولاد الذين أحسن تربيتهم ..وتوجيههم ..فأصبحوا رجالا◌ٍ يواصلون ما بدأ به والدهم ..يعتمدون على أنفسهم ..يحفرون في الصخر .. يقتاتون من عرق جبينهم ..ومن إصرارهم على تتبع لقمة العيش الشريفة الهانئة ..
* ثمان سنوات ..لاتكفي .. ولن تكفي مثلها ولا أكثر منها.. لنحاول أن ننسى شيخ المصورين .. ومبدع العبارة المرسومة والكلمة الصامتة واللوحة التي تغني في أوقات كثيرة عن مائة مقال وألف صورة..!
* ثمان سنوات .. هي مسافة كبيرة ومهمة فتشنا فيها عن ذاكرة الزمان والمكان .. فوجدنا ملك الصورة والابتسامة والحب يطل من جديد حيث لا يمكن أن يموت ..ولا يتوارى .. في قلوبنا .. وفي الثروة الحقيقية التي تركها لنا .. رحمة الله عليك .. ومغفرته..ورضوانه …

قد يعجبك ايضا