أول رد فعل لرئيس أمریكا ترامب على استعراض القوه المهيبة للصين هو قوله أن شي جين وبوتين وكيم يمارسون مؤامرة على أمريكا..
ترامب ذاته في اليوم التالي قال إن علاقته بالمثلث القيادي “شي جين وبوتين وكيم” جيدة جداً وأن الأيام والأسابيع القادمة ستثبت ذلك..
وبعد ذلك يصدر أمراً تنفيذياً بإصدار قانون لتغيير وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب، ويبرر ذلك بأن مسمى الدفاع يقدم ضعف أمريكا، فيما وزارة الحرب تقدم الهجوم وقوة أمريكا وكأنه يستعد لحرب على العالم وليس على المثلث «الصين وروسيا وكوريا الشمالية»..
هذا يدفعنا إلى حقيقة أن الصين فاجأتنا بأنها حتى في الجانب العسكري باتت تتفوق على أمريكا، ولكنها مع ذلك لم تهدد كما ترامب ولا تجاري هذا الترامب في تكرار التهديدات المباشرة وغير المباشرة، وكانت واقعية وواضحة حين قالت بأن الصين لا تجاري الاستعمار الغربي الأمريكي في التآمر، ولكن العرض العسكري كان بمثابة التحدي وليس من عنوان واعٍ وواقعي للرد على أمريكا أنسب من عنوان التحدي..
هل يعتقد ترامب أن تغيير مسمى وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب الأمريكية هو الرد المناسب على التحدي الصيني؟..
کأنما ترامب بات يفضح تراجع وعجز أمريكا بقراءات وقرارات خاوية وجوفاء لا تعيد لأمريكا عظمة ولا تحافظ على ما تبقى لها من عظمة، وإلا فكيف نفهم من بات سلاحه الذي يهدد به الصين وروسيا وكوريا كيم بتغيير مسمى وزارة دفاعه إلى وزارة الحرب، وهل «ترامب» هو الذي خاف من العرض العسكري الصيني أم أن الصين وأي حلفاء لها هم الذين خافوا من هذا التغيير كمسمى؟..
هذا هو الترامب الذي ظل يهدد اليمن بجحيمه وفي نهاية المطاف هو من يفر ومن يهرب من جحيم الشعب اليمني..
كيف لترامب الذي هرب من جحيم اليمن واستجدى عُمان لوساطة تمكنه من أن يفلت من هزيمة نكراء ـ كيف له ـ بعد ذلك أن يفكر بأن مسمى وزارة الحرب سيخيف الصين أو غيرها، وما هذه الضحالة والمضحكة التي آلت إليها أمريكا العظمى؟..
الحروب والإجرام والدمار والتدمير والإبادات الجماعية هو تاريخ الاستعمار الغربي الذي تفردت فيه أمريكا وبات كل ما تجيده وكل ما تمارس تفعيله لإخضاع شعوب العالم، ولكن ثقل هذا التفعيل عالمياً ولَّى وانتهى باستثناء ما يسمى الشرق الأوسط بخصوص المتراكم الاستعماري الأمريكي بالمنطقة..
ولذلك فمسمى وزارة الدفاع أو وزارة الحرب لم تعد أمريكا تخيف به العالم باستثناء ما يسمى ” الشرق الأوسط” باستثنائية المتراكم الأمريكي في المنطقة وباستثنائية عمالة متراكمة في هذه المنطقة لأمريكا وربطاً بها إسرائيل بما لم يعد مثله ولا مثيله في أي منطقة بالعالم ، وهذه المنطقة لم تكن تحتاج إلى وزارة حرب وعبر الهاتف يستطيع ترامب تهديد من يريد من زبانيته الذين تأمركوا معه وتصهينوا بأوامر وتوجيهات أمريكا..
أمريكا باتت عاجزة عن تحقيق مجرد انتصار صوري عالمي وحصر أو انحصار احتمالية لهذا الإنجاز الصوري في مايسمى الشرق الأوسط يقدم مشكلات أمریکا وعجزها أكثر مما يقدم قوة لها أو قدرة على نصر..
هذا الوضع و التموضع العاجز هو ما دفع ترامب إلى أن يسير إلى حل سحري وخيالي اسمه «وزارة الحرب»..
نقول لترامب إن غيره سبقوه في مثل هذه الخيالات، والنظام السعودي لم يتحدث فقط عن السعودية العظمى بل ظل قرابة العقد يمنّ على العالم أجمع بأنه بمفرده من يحمي الملاحة البحرية فى البحر الأحمر وباب المندب..
التطورات في الواقع أثبتت أنه لا السعودية العظمى ولا بريطانيا العظمى ولا حتى أمريكا الأعظم تحمي أو تؤمِّن ملاحة بحرية، وكل هؤلاء العظماء وإسرائيل ومن لف مع لفيفهم ـ كلهم ـ انهزموا أمام اليمن في البحر الأحمر، فكيف لهذا المعتوه «الترامبي» أن يهدد أي دول أو يهدد العالم بمجرد مسمى وزارة الحرب، ويحق لترامب أن يضحك من مؤخرته كما قال ذات مرة ولكن على نفسه وعلى أمريكا التي شاخت !!.