محمد جبران –
في خضم ما تشهده أمانة العاصمة صنعاء من نقلات نوعية متطورة على مستوى الأداء الخدمي والتنموي الذي لمسه المواطن العادي قبل غيره كونه المعني بهذا التغيير وهذا التطور وهذه الإنجازات¡ حيث تم منح المكاتب التنفيذية الصلاحيات الكاملة لممارسة أنشطتها وتنفيذ برامجها والقيام بالمهام المنوطة بها¡ وفي نفس الوقت تم اعتماد الموازنات المناسبة لتلك المكاتب بما يمكنها من أداء تلك المهام¡ غير أن مكتب الإعلام بالأمانة يعد الاستثناء الوحيد – على حد علمي – الذي لا يمارسة مهامه واختصاصاته حتى اللحظةº لا لشيء إلا لأن أمانة العاصمة صنعاء ووزارة الإعلام تستحوذان على المهام والاختصاصات التي يجب أن يقوم بها مكتب الإعلام بالأمانة.
فمكتب الإعلام يقع في شقة صغيرة لا تتجاوز غرفها الأربع غير مؤهلة للقيام بأي عمل¡ كما أنه يفتقر لأبسط مقومات العمل من حيث التأثيث والإمكانات الفنية والتقنية¡ وعندما أتحدث عن التقنية هنا فأنا أقصد أجهزة الحاسوب وملحقاتها وخطوط الإنترنت وخلافها.
فأمانة العاصمة صنعاء استحدثت إدارة للدعاية والإعلام تمارس اختصاصات وأدوار مكتب الإعلام كاملة في كل ما يخص الحملات الترويجية والتغطيات الإعلامية والصحفية وغيرها من المهام والتي هي من صميم عمل مكتب الإعلام بالأمانةº بل إنها قامت في الفترة السابقة بسحب الصحيفة الصادرة عنها والتي كان يصدرها مكتب الإعلام¡ دون مبرر¡ وعمدت إلى إصدارها لفترة ثم أوقفتها¡ وهي اليوم تعد لإصدارها خارج إطار مكتب الإعلام غير أن المدهش أنها محسوبة على موازنة المكتب.
أما وزارة الإعلام فلم تكن أقل استحواذا◌ٍ وتسلطا◌ٍ من أمانة العاصمةº حيث لا زالت تمارس المركزية المفرطة في كل الصلاحيات والاختصاصات التي هي من صميم عمل مكتب الإعلام بالأمانةº من حيث قطع التراخيص للصحف والإشراف المباشر على وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومقروءة ومسموعة – في إطار الأمانة -¡ وغير ذلك من المهام التي بموجبها تم إنشاء مكتب الإعلام.
وفي الوقت الذي لا يزال مكتب الإعلام يعاني الشلل من تبعات التجاذبات القائمة بين الوزارة والأمانة فإنه يقف مكبلا◌ٍ أمام مشكلة الاعتمادات المالية حيث لا تزال إعتمادات السبعينات هي نفسها إعتمادات 2013م¡ ناهيك عن إن 99% من الاعتمادات موجهة للعمل الإداري وليس للعمل الإعلامي, وهذا تكريس للتخلف وهدúر◌َ للمال العام دون فائدة مرجوøة.
ما يثير الريبة اليوم أن هناك توجيهات بشراء وحدة مونتاج تليفزيوني لمكتب الإعلام سمعنا عنها منذ شهور¡ إلا أنها لم تر◌ِ النور حتى الآن¡ بيد أن الخوف بدأ يراود الكثير من موظفي المكتب أن يكون مصير وحدة المونتاج كمصير صحيفة أمانة العاصمة.
وهو نفس الشعور حيال الخبر السار عن اعتماد موازنة لإنشاء إذاعة محلية باسم أمانة العاصمة صنعاءº من أن يكون مصيرها إلى غير الجهة المسئولة عنها بحسب الاختصاص وهو مكتب الإعلام بأمانة العاصمة صنعاء.
نأمل أن تعيد أمانة العاصمة صنعاء ممثلة بالأستاذ عبد القادر هلال النظر في الوضع الراهن لمكتب إعلام الأمانة¡ وهو نفس الأمل من معالي وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني.
وما لم يقم الرجلان بإعادة الحق إلى نصابه – ونحن نثق أن يتفهما الوضع – فأولى بهما إلغاء مكتب الإعلام بالأمانة كي لا يمثل عبئا◌ٍ ثقيلا◌ٍ وغير مرغوب به على كل من وزارة الإعلام وأمانة العاصمة صنعاء معا◌ٍ.