رغم قذارة العدوان.. عيدنا عيدان

يحتفل الشعب اليمني مع سائر الشعوب العربية والإسلامية يوم غد بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية وقد تخلصت من الفتن والمشاكل والحروب والقتل والاقتتال وأن يعود إليهما وقد تحقق الأمن والسلام والمحبة والوئام .. ما أصاب العالم العربي والإسلامي خلال الخمس السنوات الماضية من المحن والفرقة والشتات وظلم للأنظمة الحاكمة لبعضها البعض وللشعوب تجعل الجميع محل بل ومطالب في مراجعة كل الحسابات السياسية والوازع الديني والإنساني وروابط الدم والأخوة والعروبة قبل الانهيار التام والأليم ولعل مناسبة دينية كعيد الأضحى تكون فرصة كبيرة للعودة إلى جادة الصواب وحقن الدماء لأبناء الشعوب العربية والإسلامية لعل وعسى أن تغفر هذه الشعوب للحكام ما أمعنوا فيه من قتل وظلم وتشريد وسلب لكل مقومات الحياة .
يسجل التاريخ أن اليمنيين ولأول مرة في التاريخ الإسلامي يحتفلون هذا العام بعيد الأضحى عيد الحج الأعظم إلى البيت الحرام ولم يؤد الحجاج اليمنيون مناسك الحج ولن يهللوا ويكبروا في البيت العتيق وهم أول من كسوا الكعبة وحجوا واعتمروا طوال 1435 عاما من الدعوة الإسلامية والدين الذي صدح به واعلم وانذر الناس جميعا خير الخلق وخاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. اليوم يمنع اليمنيون من الحج إلى بيت الله عنوة وإجحافا وظلما وبهتانا وهم من يعود الفضل لهم في نشر الدين الإسلامي في كل أصقاع الأرض وجاهدوا في الله حق جهاده لنصرة الدين لتأتي شلة باغية لتمنع أهل الفقه والمدد وألين المسلمين قلوبا وأفئدة في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي لكل تلك الممارسات والبغاء بحق الشعب اليمني الأبي الصابر الصامد والمثابر في وجه هذا الصلف والعدوان الظالم ضد الشعب اليمني انه والله لزمن النفاق والرياء والانكسار للمال والمال وحسب .
نحتفل نحن اليمانيون هذا العام بعيد الأضحى بعد أن قتل الأشقاء بعدوانهم أكثر من سبعة آلاف مدني بينهم عدد كبير من النساء والأطفال والأبرياء وهناك أيضا ما يزيد عن عشرين ألف جريح ومصاب بسبب قصف طائرات العدوان بطريقة هستيرية لمنازل المواطنين وتدمير ممنهج للبنى التحتية والمرافق العامة والمنشآت الحكومية والخدمية والمدارس والمستشفيات والجسور والطرقات والمساجد والجامعات وكل شيء قد يمد الإنسان اليمني باستمرار الحياة والبقاء فيها معززا مكرما .. هذا الدمار الذي يعيش أبناء شعبنا اليمني تحت وطأته لا ينم إلا عن حقد وبغض يهدف إلى إعادة هذا الشعب إلى محطات التعاسة الأولى إلى ما قبل ثورة الـ26 من سبتمبر العظيمة التي قضت على براثن التخلف والاستبداد والسنوات التي تلت قيام الجمهورية..
سنحتفل وسنفرح بعيد الأضحى والعيد الـ 53 لقيام الثورة الأم في يوم الـ 26 من سبتمبر 1962م والذي يصادف يوم السبت القادم .. سنحتفل بهذه الأعياد المباركة رغم الجراح ومهما تطاول وأمعن وبلغ العدوان قذارته في قتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا والأبرياء الآخرين .. سنبتهج جميعا متغلبين على كل الصعاب والآهات والألم لن يقف العدوان الغاشم أمام فرحتنا واحتفاء شعبنا بأعيادنا الدينية أو الوطنية .. سترون عظمة الشعب اليمني عندما يخرج صباح يوم العيد فرحا ومبتهجا بهذه الأعياد راميا خلفه كل المآسي التي جلبها لهم أشقاء السوء .. سيخرج أبناء الوطن بفرقهم الفنية وطبولهم وطاساتهم يرقصون ويغنون احتفاء بنصف قرن وثلاث سنوات من قيام الجمهورية والتي أخذت هذه الثورة المباركة بيد الشعب نحو البناء والتقدم والتطور وإلى كل ما وصلت إليه البلاد من منجزات عظيمة كافح كل الشعب من أجل بلوغها وتحقيقها رغم المحن التي اعترضت مسيرته الثورية السبتمبرية وحتى يومنا هذا .
وبهذه المناسبة لا يمكن أن نتجاهل بأي حال من الأحوال إرسال التحية والتهنئة عبر نسائم وهواء الوطن لأبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية المرابطون في ميادين الشرف والبطولة ولإباء على قمم وفي السهول والسواحل والصحاري للدفاع عن حياض وكرامة وعزة الوطن .. والذين فضلوا قضاء أيام العيد وكل الأيام في خندق الشرف والبطولة والتضحية وهم بعيدون عن أبنائهم وأسرهم وأهاليهم استجابة ووفاء للوطن الغالي ..دام اليمن حرا أبيا دامت أفراحنا وأعيادنا وجنب الله اليمن وأبناء الشعب كل الشعب أي مكروه وأن ينتقم لنا ممن ظلمنا وقتل أبناءنا ودمر بيوتنا ومقدرات وطننا الحبيب إنه سميع مجيب .. وكل عام وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير ويمن وأمدها الله بالسلام والوئام ..

قد يعجبك ايضا