لماذا مارب¿¿

من السبت إلى السبت

اختيار المحتلين مدينة مارب وإرسال جيوشهم إليها وذلك نظرا لما لمارب من أهمية تاريخية ولأنها احتضنت أربع حضارات يمنية قديمة هي سبأ ومعين وحمير وقتبان, وتقع مارب بالشرق الشمالي من صنعاء بمسافة 172 كيلو مترا واتخذها السبئيون عاصمة لهم في القرن الثامن قبل الميلاد وكانت في عهدهم أكبر مدينة في جنوب الجزيرة العربية وأكثرها انتعاشا من ناحية الزراعة والتجارة والعمران ووقوعها على طريق القوافل التجارية التي كانت الوسيلة الوحيدة لنقل بضائع الهند والصين وفارس إلى أوروبا من شواطئ البحر الأبيض المتوسط في الشمال والعكس, كما ضاعف ازدهارها الزراعي قربها من السد المشهور باسمها والذي جعل منها أرضا طيبة كثيرة الخيرات والنماء, قال تعالى (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور) صدق الله العظيم.
ويرجع تصدع سد مارب إلى القرن الثاني للميلاد, وبالتالي خراب المدينة واندثارها, ولأهمية مارب أنها تضم بين جنباتها عددا من المناطق الأثرية والوديان الزراعية أهمها: صرواح, حريب, رغوان, مجزر, بدبدة, هلية, مدغل, آل جدعان, بني ضبيان وغيرها, وتتميز المحافظة بتركيبة اجتماعية خاصة حيث تعيش في أرضها تجمعات قبلية ذات جذور تاريخية مختلفة, نذكر منها قبيلة عبيدة أراد من مراد ومنها المشائخ آل معيلي وآل منيف وآل جلال وآل مجيدع وآل شبوان وآل فجيح وآل كامل وآل القردعي وغيرهم, كما تستمد محافظة مارب أهميتها اليوم من أن أرضها تختزن الكثير من الثروات المعدنية كالبترول والغاز والفضة والملح الحجري فمنذ عام 1984م تحولت أرض مارب إلى ينابيع نفطية كما أن حوض منطقة صافر يخزن كميات هائلة من الغاز الطبيعي والغاز المصاحب للنفط, وبحسب الكثير من التحليلات السياسية والاقتصادية في المنطقة فإن أغلب دول العدوان شاركت في الغزو والعدوان على اليمن من أجل هذه المحافظة الغنية بالنفط والغنية بالثروات والتراث, ومنذ اليوم الأول للعدوان ومحافظة مارب تتعرض للاعتداءات على السد والمناطق الأثرية.

قد يعجبك ايضا