لحظة يا زمن..الحرمان من المعنى

إن العامل الأساسي اليوم في الحرمان من المعنى هو التليفزيون , إنه العامل المباشر من خلال العدد الضخم من المتفرجين الذين تنتفع التلفزة بهم .
وهي تنتفع أيضا با لسلوكات التي تحرض عليها في السياسة والاقتصاد والترفيه “هذا ما يوضحه الشاعر والناقد الفرنسي برنار نويل ” عن مدى التأثير الهائل الذي تجسده “التلفزة”في عصرنا الحديث ..وكيف يصل هذا التأثير إلى امتلاك دماغ المتفرج ..وبعدها تسييره .
ويوضح “برنار نويل ” كيف أنه لم توجد وسيلة من قبل في التاريخ :
تمنح نفسها للاستهلاك هذه السهولة بطبيعة الحال دالة في حدود أنها انبثقت بالتعارض مع القانون الأخلاقي البسيط الذي ينص على أن لا شيء يمكن الحصول عليه بدون بذل مجهود منذ ذاك أصبح المشاهد في كل وقت وبدون بذل أي مجهود ويحصل على الأخبار والتسليات والترفيات لا يحتاج المرء للحصول على ذلك لأكثر من أن يكون في وضعية سلبية ويترك نفسه تمتلئ بما يشاهد , كل شيء يقدم له في شكل استعراض الصور الناطقة التي تتوالى في فضائه الذهني بقدر ما تتوالى أمام عينيه
بسبب أن الفضاء البصري والفضاء الذهني مترابطان على نحو دائم . ويمكن لنا أن نستنتج بشكل معقول تماما أن هذا الترابط لن يكون بوسعه أن يكون محايدا وأن نفاذ الصور المعروضة يوما بعد يوم من خلال العينين يستتبع كسل الشخص في أن يكون بنفسه تمثلات ذهنية شخصية ومن ثم أن يكون بنفسه المعنى //.
ويضيف:
لاشك أن الحديث عن الزمن الضائع الذي يتم قضاؤه عندما يصبح عادة يومية يغير بالفعل الطبيعة البشرية وتقول الإحصاءات أن الفرنسيين يقضون في المعدل ربع حياة يقظتهم أمام التلفزة .
وأن نخص.قسما كهذا باللادلالة لا يمكن أن يكون من دون خسائر بالنسبة للمعنى . ما دام النشاط الذهني الذي يتوقف عليه المعنى قد تم تعويضه بتوالي صور هو معالجه باللاواقعية والامتثال .
إن المظهر في لعبة الصور هذه هو السلعة الأساسية فهو يعمل على شراء اللاشيء لكنه يعمل :أيضا على الانخراط في اللاشيء ونحن نرى جيدا أن التنافس بين القنوات وهم الحصول على المتفرجين لا يقرر في اتجاه الجودة الهم الوحيد هو الإغراء على أوسع نطاق وهذه الغاية القصوى تتطلب أن يعامل المتفرج لا كمستمع أو كزبون كما قد يبدو عاديا ولكن بنية أن يكون مطيعا للرسائل الإشهارية

قد يعجبك ايضا