لحظة يا زمن …على ضفاف الحوار
ربما كان الأولى أن نبدأ الحوار مع النفس نعرف فيه بالضبط من نحن ¿
وأين نحن ¿ وماذا نريد¿ وكان مثل ذلك الحوار مع النفس كفيلا بتأكيد عدة مسائل :
أولها : الوعي بالحق في شراكة الحضارة دون إقصاء أو استبعاد.
وثانيها : الجدارة بهذا الحق عن طريق دعمه بقيم العصر وأولها روح الحرية والعلم والقانون دون العودة إلى الماضي والبحث في كهوف التراث المهجورة وليس في حدائقه الزاهرة , عن سبب للتقوقع بعيدا عن قيم العصر بدعوى الخصوصية وهو نوع من الهرب مقصود إذ ليس هناك تصادم بين التنوع المحلي للثقافات وبين المشترك في الحضارة الإنسانية بل هناك تفاعل وتدفق مساير بالطبيعة لحركة التاريخ .
وثالثها : أننا في حاجة إلى فهم ودرس واستيعاب وحوار متواصل مع الدنيا كلها
– ولكن في قضايا ومعضلات الرقي والتقدم فهناك طلبنا وهو أولى من تحرير عريضة لطلب عضوية في ناد لابد أن يقبل بنا مجلس إدارته عن طريق قبول التماسنا أو التحفظ عليه بكرات بيضاء أو كرات سوداء //
– فنحن هناك في ذلك النادي الحضاري من لحظه تأسيسه وضمن أوائل المؤسسين لكنها عضوية غير عاملة خاملة إذا جاز التعبير
– ورابعا : تجنب فخاخ الاستدراج والاستنزاف بسبب ما يفعله آخرون من أصحاب الفرض في الإقصاء والاستبعاد هؤلاء الذين انتبهوا بسرعة إلى ما لحق بالعقلية العربية الإسلامية جراء عصور القهر والظلام فإذا هم يحاولون تثبيت الانكسار وتعميقه في العقل وفي الإرادة لدى العرب والمسلمين والسبيل إلى ذلك استثارتهم بين الحين والآخر بما يدفعهم أكثر وأكثر إلى عزلة البحر الميت وملوحة مياهه ومرارتها .
“من حوارات على ضفاف الحوار – محمد حسنين هيكل – وجهات نظر –”