شعب صبور.. يستحق التقدير

المواطن اليمني.. الأرض والإنسان.. الحياة العامة والخاصة.. الأحداث والتداعيات الظروف والمستجدات.. الأمن والاستقرار الاقتصاد والتنمية.. السياسة وأحزابها.. الرهانات وأطرافها.. كل هذه المسميات والمصطلحات عاشها اليمن الأرض والإنسان سنوات طويلة.. كلها كانت جميعها ظروفا وأحوالا حولت الحياة إلى متاعب والمستجدات إلى أعمال أضرت بالوطن والشعب.. والمطالب إلى وعود لا تتحقق والأمنيات إلى أحلام وردية والتطلعات إلى عنف ومواجهات.. والتغيير إلى رفض وتعنت.. والحزبية إلى ولاءات تابعة لأصحاب السياسة ونخبها وقادتها.. أحداث هنا وهناك وحروب شهدتها بعض المحافظات اليمنية.. وإرهاب انتشر على الأرض اليمنية من أبناء جلدتها.. ومذاهب ابتدعوها تحت مسميات الدين والشريعة لممارسة أعمال لا يرضى بها أي مسلم ولا يقبلها مسوغ شرعي أو إنساني أو أخلاقي ومصالح ومرافق دمرت من قبل تلك العناصر.. كلفت المال العام مبالغ كبيرة وألحقت ظروفا صعبة لدى المواطن اليمني.
هموم وأحوال وظروف قل أن تجد في أي بلد عربي آخر.. وشعب تحملها بكل صبر وحكمة ينتظر الفرح القريب من الله عز وجل.. ثم من بيدهم صنع القرار وزمام السلطة لعل الأيام تأتي بالأفضل والقادم أجمل.. وقيادات تخدم الوطن تبني ولا تهدم تسخر خيرات الوطن إلى بناء ونهوض.. والمستقبل إلى الغد المشرق المواكب لعصر التحديث والتكنولوجيا.. والإنسان إلى التطور والرقي والازدهار.. على الرغم من الإمكانيات الوطنية القادرة على تحقيق كل ذلك.. إلا أن رهان القادة وأعضائها وساستها وأحزابها حولت كل ذلك إلى ولاءات تصرف الموارد العامة في غير مصارفها لأغراض شخصية وولاءات تابعة لمن بيدهم كل هذه الموارد.. شركات في الخارج وقصور في الداخل قل أن يجد مثيلها في أوروبا وأمريكا.. تساوي في القيمة والتكلفة برج التوأم في ماليزيا.. في الوقت الذي يفتقر المواطن البسيط إلى أبسط احتياجات الحياة الاقتصادية الضرورية والأساسية ليس إلا.
إلا أن الإنسان اليمني بطبعه قوي التحمل وصلب الإرادة وعزيمة الإيمان جعلته يتحمل كل هذه الصعاب ومشقاتها وظروفها.. مع إدراكه أن الفرح سيكون قريبا .. والصبر لا بد أن يكون له حدود.. ومهما كانت المواقف الرافضة لرغبة الشعب وتطلعاتهم في أفضل الحياة ودولتها الحديثة المرتكزة على كل مجالات الحياة العامة بكل مجالاتها ومرافقها الحديثة والمتطورة والمتساوية مع كل أبناء الشعب والوطن.
فكان للمطالب الجماهيرية التي خرجت إلى الساحات والميادين صداها وللأهداف والقيم أساسها الموحد رغم الظروف التي مرت بها خلال تلك الأيام.. إلا أن الخضوع للشعب كان هو سيد الموقف.. والمساعي والمبادرات كان لها أن تجد التوافق من كل القوى على السير نحو الغايات المرجوة لأبناء الشعب اليمني الصابر.. إيمانا منهم أن الرجال الأوفياء للوطن والشعب لا يزالون على العهد والولاء للوطن وخدمة الشعب فحظوا بثقته على تمثيلهم خير تمثيل وخدمتهم أفضل خدمة.. ووطن يسوده كل الأماني والتطلعات بعيدا عن الأهواء والمكاسب وحاليا من الفساد والمفسدين وشفافية يسودها الذمة المالية وشعب ينعم بالجديد والمستجد.. ومجتمع يسوده الوئام والمحبة والأخوة.. لكن التمترس خلف المواقف واغتنام الفرص وإقصاء الآخر.. والعنف والفوضى والمواجهات والخراب والدمار.. تحول إلى ثقافة يومية وممارسة طبيعية أشد ايلاما واثرا من سابقاتها من سنوات الماضي.. عاشتها سنوات التغيير الأربع وتحملها ذلك الشعب التواق إلى الدولة المدنية الحديثة نتيجة الرهان السياسي للقوى التي حاولت جرنا إلى واقع كهذا وبأي صفة وعلى حساب أي نتائج أو قيم الذي تعامل مع الشعب كأدات لمآرب وآلات رفع وضربات ترجيح وغلبة كل حسب القدرة ونسبة الولاءات اثقلت الوطن بكل جوانبه وأفضت إلى العدوان الخارجي.. ولا تزال تراهن على حصد المزيد من الدمار والقتل والخراب والمواجهات في الداخل وتدمير كل مقدرات الوطن من آلات الدمار من قوات التحالف العربي السعودي الأمريكي.
وفي الأخير فإن الجميع مطلوب لمراجعة الذات والاعتذار للوطن.. وبحاجة ماسة للنظر في الواقع اليمني الراهن ومراجعة ما أملته علينا الشهور الماضية ذهب بنا إلى حيث لم نكن ننوي أو نقصد أو نطمح إلى تحقيقه.. وأن نعيد خطواتنا وأفكارنا إلى حيث يجب أن تكون من أجل بناء الوطن وأمنه واستقراره والانطلاق نحو بناء المستقبل الجديد البناء الحقيقي والفعلي.. والإيجابي للذات اليمنية المتزنة والبعيدة كل البعد عن وضع الحسابات الشخصية والسياسية والمذهبية والمناطقية.

قد يعجبك ايضا