العدوان السعودي على اليمن.. “السهم الذهبي” يرتد على السعوديين
بعد نجاحهم في إيجاد موطئ قدم لهم في عدن بعد استجلابهم آلاف الجنود المصريين والسودانيين والإماراتيين بالإضافة إلى مرتزقتهم من اتباع هادي وحزب الإصلاح ومن الباكستانيين.. ظن آل سعود أن الأمور باتت تمضي لصالحهم وأنهم بإمكانهم تحقيق أهدافهم بعد هذا (النصر) الذي نفخوا فيه إعلاميا وأسبغوا عليه أهمية أكثر مما يستحق وطبلوا له بصورة مكثفة.
وعلى خلفية هذا التطبيل شن آل سعود ومرتزقتهم ومن يقف معهم في هذا العدوان الهمجي على اليمن حربا نفسية ضخمة ضد الشعب اليمني ومقاتليه من أنصار الله والجيش اليمني فطيلة تلك الفترة أي من دخولهم عدن وحتى اليوم نسمع يوميا أنهم يجلبون قوات ضاربة لما يسمونه تحرير صنعاء من أنصار الله والجيش اليمني ونسمع يوميا عن انتصارات لمرتزقتهم في المحافظات الجنوبية وتسليم العشرات أو المئات من أفراد الجيش وأنصار الله.. وهكذا.. يتبين فيما بعد أن أغلب هذه الأخبار مفبركة وكاذبة الهدف منها محاولة زرع اليأس والإحباط في نفوس أبناء الشعب اليمني وإلحاق الهزيمة النفسية بمقاتليه وحماته من القوات المسلحة وأنصار الله.
كانت وما تزال هذه الحرب النفسية من الشدة والخبث بحيث تخيل للمتابع أن الجيش اليمني وأنصار الله تلاشوا أمام القوات السعودية وان الزحف السعودي الإماراتي يراكم انجازاته الميدانية!! بينما واقع الأمر ليس كذلك فحتى هذا الانتصار الذي تتحدث عنه السعودية وحلفاؤها ومرتزقتها اليمنيون لإ يعتبر انتصارا بالحسابات العسكرية لأن النظام السعودي استعان بآلاف الجنود المصريين والسودانيين بالإضافة إلى القاعدة ومرتزقته من اليمنيين وبدعم جوي مكثف لدرجة أن المقاتلات السعودية قصفت مواقع أنصار الله والجيش اليمني مئة مرة خلال ساعتين فقط وذلك فضلا عن الأسلحة المتطورة من الدبابات والمدفعية والأنظمة الصاروخية وأسلحة القنص التي زودت السعودية والإمارات بها القوات المهاجمة والتي نقلت عبر البحر ونزلت في منطقة الوديعة قرب عدن وبدأت الهجوم على المدينة يضاف إلى ذلك أن هذا الخرق لم يحصل إلا بعد خمسة أشهر دفع خلالها مرتزقة السعوديين من أنصار هادي وحزب الإصلاح خسائر باهضة. هذا أولا.
وثانيا: أن أنصار الله والجيش اليمني هم خرجوا وانسحبوا من داخل المدينة تجنبا للقصف الذي بات يطال الأبرياء في المناطق السكنية وتمركزوا في المرتفعات والتلال وحتى في بعض الضواحي المحيطة بالمدينة بانتظار الفرصة المناسبة للانقضاض على مرتزقة السعودية فالمدينة غير مستقرة وتشهد معارك مستمرة وهذا يفسر عدم عودة هادي رغم الضجيج الإعلامي السعودي بقرب عودة هادي إلى عدن وممارسته السلطة من هناك.
وما يقال عن عدن يقال عن بقية المواقع اليمنية في أبين وحجة والضالع التي تمدد إليها مرتزقة السعودية.
بين حسابات آل سعود وحسابات الميدان
رغم أن الأوضاع في عدن والمناطق الأخرى التي وصل إليها مرتزقة السعودية المدججين بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لم تحسم بشكل نهائي لصالح آل سعود وحلفائهم كما أشرنا إلا أن الأبواق السعودية ما زالت تروج لانتصارات وهمية وما زالت ترفع سقوف آل سعود لإنهاء العدوان وكان آخر هذه السقوف وليس أخيرها هو التسليم الكامل لأنصار الله والجيش اليمني كما تجسد ذلك في النقاط الثمانية التي حملها المندوب الأممي إسماعيل بن أحمد ولد الشيخ من النظام السعودي إلى ممثلي أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتواجدين حاليا في العاصمة العمانية مسقط التي تبذل جهدا لإنهاء الأزمة اليمنية.
وفيما تواصل السلطات السعودية الترويج لانتصاراتها المزعومة فإن وقائع الميدان وتطوراته منذ أسبوع تؤشر إلى تطورات ليست في صالح النظام السعودي بل لها أو تترتب عليها عواقب استراتيجية في غاية الخطورة على النظام السعودي نفسه ومستقبله أيضا نحاول الإشارة إلى بعض من هذه التطورات بما يلي:
أولا: الجبهات الداخلية
-1 نجاح أنصار الله والجيش اليمني في امتصاص زخم اخترافات مرتزقة آل سعود في عدن وفي بعض المحافظات الأخرى ومن ثم إيقافه وحصره في المناطق التي تمكن هؤلاء المرتزقة من الوصول إليها وتحويلهم إلى أهداف بضربات وغارات الجيش وأنصار الله ملحقين بهم أفدح الخسائر في المعدات والأفراد وبشكل يومي وعلى سبيل المثال نجح أنصار الله بتدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية الإماراتية في مداخل مدينة أبين وأيضا في عدن ذلك ما أجبر السعودية على الدفع بإعداد جديدة من المرتزقة بسبب ضربات الجيش وأنصار الله وقتل المزيد من هؤلاء المرتزقة.
-2 انقلاب بعض القبائل اليمنية التي كانت تقف مع العدوان السعودي ضد أنصار الله والجيش اليمني أو التي كانت تشكل حاضنة لمرتزقة السعودية بسبب الجرائم التي اقترفها هؤلاء المرتزقة في المناطق التي سيطروا عليها بعد انسحاب أنصار الله والجيش اليمني فعمليات نهب ممتلكات المواطنين