ن …والقلم..خذ كتاب …..ضع وردة !!
في تراثنا العربي والاسلامي احتفاء بالكلمة والكتاب وصاحب الكلمة والكتاب ربما اكثر من أي تراث ((……….. وخير جليس في الزمان كتاب )) . الآن لم يعد الامر كذلك , فعربيا يبلغ عدد العناوين التي تصدر عن العالم العربي كله سنويا أقل مما يصدر من عناوين عن دوله يفترض أنها تعاني من ضائقة مالية (( اليونان )) !!!. هنا فقط تحس أنك ارتكبت غلطة في حق نفسك ان طبعت كتابا , لسبب وجيه وهو أنك تكتشف من اللحظة التالية ان لا أحد يقرأ , وبالتالي لا أحد يشتري , وبالتالي عليك ان تذهب الى أقرب صاحب يقرضك تكاليف الطباعة , حتى لا يذهب بك الى أقرب قسم للشرطة , المليح هذه الأيام وعلى محمد القعود أن يرتاح لهذا أنه حتى اقسام الشرطة لم يعد لها وجود , اقصد دور !!! , عليه أن يطبع كما يريد واضمن له أن لا جهة ضبطية ستوافق على جرجرته الى الشرطة التي هي في اجازه اجباريه كما هو نجلي الاصغر حسام !!! . في رومانيا عيد للقراءة …عيد للكتاب , فترى الشارع الطويل وقد فرش بالكتاب , وما على المواطن الروماني الا ان يأخذ كتابا , ويضع بدلا عنه ورده !!, ما رأيكم ¿ تأخذ كتابا تضع وردة, أي شعوب هذه ¿ وأي جمال يسكن انفسهم , تخيل أن يعمر الشارع كتبا , ثم تراه بعد ساعات وقد تلون بالوان البنفسجي , والاصفر , والاحمر , وصار مزرعة للحرف , أو ديوان للورد !!! , وفي الشارع ترى الصبايا مثل الورد يأخذن الكتب ويضعن انفسهن ورودا بدلا عن الكتب !!!, وازيدكم من الشعر بيت ففي رومانيا ايضا , تفتق ذهن ((فيكتور ميرون )) وهي فتاة رومانية من مدينة صغيرة اسمها (( كلوج نابوكا )) , فقد تقدمت الى عمدة المدينة بفكرة أن يكون ركوب الاتوبيس للمواطن مجانا , مقابل أن يأخذ الراكب كتابا ويشرع في قراءته طوال الطريق , فوافق العمدة بدون تردد , وبدأ يتخذ الإجراءات للتطبيق ولمدة عام , فإذا نجحت التجربة فستنتقل الى مدن رومانية أخرى , فإن نجحت فستعمم على رومانيا كلها !!! , لن أضيف شيئا , اترك لكم التعليق , أو شحذ الخيال والتفكر في الأمر وإلى أين سيؤدي بالشعب الروماني , الذي لم يفقد جمال أعماقه برغم القهر الذي عاناه أيام حكم تشاوسيسكو وزوجته …..فلا لا يزال شعب قادر على أن يستبدل الكتاب بالوردة ليقرا الكتاب ويستمتع بالوردة , فيغذي العقل , وحاسة تذوق الجمال …………., نحن للأسف الشديد نقتل بعضنا , ويقتلنا الغير ولا ندري لهذا أو لذلك سببا ……….