ظاهرة هروب قوات النخبة السعودية والمستنقع اليمني
كل شيء في السعودية لا يمت بأي صلة للحالة الطبيعية التي تعيشها البلدان الأخرى على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية فالحالة السعودية شاذة بكل ما لهذه الكلمة من معنى فلا سياستها ولا اقتصادها ولا قواتها المسلحة يمكن أن تجد لها حالات مماثلة في إي مكان في العالم.
سياسيا عائلة غيرت اسم جزيرة العرب إلى اسم جدها وجعلت شعبا كاملا يحمل اسم رجل واحد جاء من صحارى نجد متحالفا مع مشايخ يحملون أسوأ وأشنع وأبشع قراءة للإسلام مدعوما من المستعمر البريطاني فأسس نظاما سياسيا لم ولن يشهد العالم له مثيلا في التبعية المطلقة للغرب وفي التخلف والرجعية حتى من الصعب جدا وصفه بالاستبداد فالاستبداد صفة تلطف كثيرا من قبح هذا النظام الذي يتعامل مع الشعب كعبيد أذلاء.
اقتصاديا يمكن وصف آل سعود بأنهم ليسوا سوى عمال لدى الشركات الأمريكية مهمتهم تتلخص في استنزاف الثروات النفطية لصالح السيد الأمريكي دون أن يكون للسعودية وشعبها أي قيمة أو مصلحة في رؤية آل سعود الاقتصادية ويمكن تلمس ذلك من المليارات السعودية الموجودة في البنوك الأمريكية ودور آل سعود في إنعاش الاقتصاد الأمريكي عبر إعادة عائدات النفط الأمريكي إلى الخزينة الأمريكية من خلال شراء صفقات أسلحة بمئات المليارات من الدولارات ومن خلال شراء أسهم الشركات الأمريكية التي تعلن إفلاسها وآخر هذه الأدوار كان إغراق أسواق النفط العالمية بالنفط دون اخذ مصلحة الشعب السعودي فإذا بأسعار النفط تهبط من أكثر من 100 دولار إلى 40 دولارا بل إن أمريكا تستخدم النفط والثروة السعودية في تمرير مخططاتها في المنطقة والعالم خدمة لـ”إسرائيل” عدوة العرب والمسلمين.
عسكريا حدث ولا حرج ففي الوقت الذي تعتبر السعودية من أكثر دول العالم إنفاقا على التسليح حتى وصل إنفاقها إلى أكثر من 150 مليار دولار وهذا الإنفاق لا يمت بأي صلة لحاجة السعودية للسلاح فال سعود يشترون السلاح من أجل الضغط على الحكومات الأمريكية والأوروبية لتمرير سياستها في المنطقة فعلى سبيل المثال أنفقت عشرات المليارات من الدولارات في شراء أسلحة من أمريكا والغرب بهدف إفشال الاتفاق النووي!! لذلك لم ينعكس هذا التسليح على المعنويات القتالية للجندي السعودي وهو ما تأكد خلال العدوان السعودي على اليمن.
من أجل أخذ عينة من شذوذ الحالة السعودية سنعرج سريعا على الوضع العسكري للجيش الذي يعتبر من أكثر الجيوش إنفاقا على سلاحه فهذا الجيش ورغم انه لم يصطدم وجها لوجه مع الجيش اليمني ومقاتلي حركة أنصار الله رغم مرور ستة أشهر على عدوانه الظالم والغاشم على الشعب اليمني حتى أخذت ظاهرة الهروب الجماعي للجنود بين صفوفه تقلق القيادة السعودية كما كشفت عنها وثائق سعودية تم تسريبها للإعلام وآخرها تلك التي تحدثت عن تهديد الهاربين من مواقعهم بالمحاكم العسكرية القريبة من الحدود اليمنية حيث أصدرت وزارة الحرس الوطني السعودي التي من المفترض أن تكون من قوات النخبة تعميما عاجلا حذرت فيه منتسبيها من “التخلف والهروب عن المشاركة في الواجب الوطني المقدس في الحدود الجنوبية” مهددة إياهم بإحالتهم إلى ديوان المحاكمات العسكرية.
وجاء في التعميم الذي أصدرته الوزارة: “لاحظنا ظاهرة غياب الأفراد بأعداد كبيرة عن مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية وحيث إن التخلف والهروب من المشاركة في هذا الواجب الوطني المقدس يعتبر توليا يوم الزحف وجريمة يعاقب عليها الشرع ولما لذلك من سلبيات ينعكس ضررها على جاهزية الوحدة لإنجاز المهمة المكلفة بها مع العلم بأن القيادة حريصة على منح أوقات للراحة والإجازات بقدر ما تسمح به المهمة وحيث قد تم استنفاد جميع الفرص والأخذ بالأعذار المقنعة وغير المقنعة لاحتواء ظاهرة الغياب ولكن دون جدوى”.
وأضاف البيان: “لذا عليكم إبلاغ منسوبيكم في الطابور الصباحي وإفهامهم أنه سيتم التحقيق مع أي فرد ينقطع عن عمله لمدة (سبعة) أيام متصلة أو (ثلاثين) يوما متفرقة وعند عدم وجود عذر شرعي لغيابه سيتم إصدار قرار(إنهاء خدمته لغيابه وهروبه من المهمة) عملا بالمادة (56) من نظام خدمة الأفراد وإحالته إلى ديوان المحاكمات العسكرية لمحاكمته وفق نظام العقوبات العسكرية وحرمانه من كافة المستحقات المالية المترتبة على إنهاء خدماته والتأشير في هويته بعدم قبول إعادته للخدمة مستقبلا”.
كما قلنا إن هذا التعميم يستهدف الحرس الوطني الذي يعتبر من قوات النخبة السعودية كما أن هذه القوات لم تشارك قط في أي معركة لحد الآن مع الجانب اليمني ولكن رغم ذلك هناك ظاهرة هروب جماعي بين صفوفه كما تبين من الوثيقة المسربة والملفت أن ظاهرة الهروب تحدث وقوات النخبة السعودية مازالت داخل الأراضي السعودية!! الأمر الذي يكشف مدى هشاشة وترهل وخمول المؤسسة العسكرية السعودية.
في الوقت الذي حولت الطائرات السعودية والإماراتية ع