الجرائم الإنسانية المتوحشة وتبريراتها الشيطانية الفاجرة

كل الشرائع والأديان وفي مقدمتها الشريعة الإسلامية الغراء أوجبت المعاملة الحسنة لضحايا الأعمال القتالية سواء ممن كانوا طرفا في الأعمال القتالية أم غيرهم من المدنيين والعجزة والمرضى والأطفال والنساء الذين لم يشتركوا في الأعمال القتالية.
بالنسبة لمن يشترك في الأعمال القتالية ويتم قتله أثناء العمليات القتالية فتراعى كرامته كإنسان فلا يجوز التمثيل بجثته بل يتم دفنه حتى تضع الحرب أوزارها ويتم تمكين أهله من جثته ليتم دفنه وفقا للعادات والطقوس المتبعة عند أهل ملته إن كان من غير المسلمين.
وهذا ما توجبه القوانين الإنسانية أيضا.
أما إن تعرض المقاتل لإصابة أعجزته عن القتال فيعد من الجرحى الذين يتوجب رعايتهم واعتبارهم في حكم الأسرى تصان كرامته ويعامل معاملة حسنة وفقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية الإنسانية أيضا.
والأصل في معاملة الأسرى والجرحى من المقاتلين المعاملة الحسنة والإنسانية في الشرع عدة منها قوله تعالى “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” وما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الراشدين رضي الله عنهم من أقوال وأفعال في إكرام الأسير والتقيد بآداب وأخلاق الحرب التي صارت قواعد تنظمها القوانين والمواثيق الدولية والمعاصرة والتي صارت تجرم أي انتهاكات تطال هذه الحقوق والمبادئ الإنسانية.
سيظل الإسلام هو المصدر والملهم لكافه القوانين الإنسانية في كفالة وضمانة حقوق الإنسانية في السلم والحرب انطلاقا من رسالته العالمية التي لا تميز بين بني البشر على أساس اللون أو الجنس أو العرق أو الدين أو المذهب أو اللغة انطلاقا من قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم” وقوله تعالى “ولقد كرمنا بني آدم” وقوله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. وقوله تعالى “وما أرسلناك إلا كافة للناس”.
كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” كما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على الأعجمي إلا بالتقوى” أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أخلاق الرحمة في ديننا الإسلامي ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب الرفق في كل شيء وقوله “إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح” أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم, وهذا فيما يجوز قتله ويجوز ذبحه فأين نحن من هذه الأحكام وغيرها التي تحض على الرفق والرحمة بالإنسان والحيوان, والثابت أن هناك من يرتدي عباءة الدين الإسلامي فيستبيح دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم جهارا نهارا على غير ذنب أو جريرة بل ويعتمد إلى التنكيل والتمثيل بالضحايا منهم بصورة مقززة ومتوحشة لا توجد حتى في عالم الحيوانات المتوحشة والتي فضل الله تعالى عباده المؤمنين عليها بالعقل والكرامة.
نعم الافعال الإجرامية البشعة والمتوحشة التي ظهرت في مدينة تعز مؤخرا وبعض مدن يمن الإيمان والحكمة هي أفعال شيطانية دخيلة على دين وثقافة وأخلاق شعب اليمن الذي يشهد له الخالق عز وجل بالعزة والفضل على غيرهم من المؤمنين كما شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بشعب الإيمان والحكمة وأنهم أهل الرحمة والقلوب اللينة, فليس في اليمن من قلوبهم أقسى من الحجارة وليس فيهم من يستبدل شرع الله بوساوس الشيطان أو يستبدل حبل الله المتين بقرب الشيطان اللعين, لذلك فقطع الرؤوس وسلخ جلود الضحايا وسحل الجثث وإحراق الأحياء هي أفعال إجرامية خارجة عن نهج الشريعة الإسلامية الغراء وثقافة وأخلاق أبناء شعبنا اليمني العربي الأصيل بل إن العرب بجاهليتها قبل الإسلام لم تقترف مثل هذه الأعمال الشيطانية التي بدأت الظهور في اليمن خلال فترة الحرب والعدوان على اليمن المستمر حاليا منذ خمسة أشهر ومن قبلها ظهرت في بعض ميادين المواجهة بين بعض الجماعات الإرهابية المتشددة والحكومات العربية الإسلامية فقط.
مما يؤكد أن هذه الثقافة هي صناعة مشتركة حاك خيوطها الشيطان وعباده من الكفرة والمشركين أعداء الإسلام والإنسانية والحياة.
فتجد جميع الدول غير الإسلامية والتي يعرفها الأعداء بالدول الكافرة أو المشركة لا يوجد فيها مثل هذه الأعمال البشعة فهي صناعة خاصة لأرض المسلمين والعرب ينفذها بعض المنتسبين للدين الإسلامي لاقتلاع هذا الدين من قواعده وإفساد رسالته وقيمه وأخلاقه من داخله.
فهذه رسالة يتقرب بها هؤلاء من المجرمين لأعداء الله ورسوله والمؤمنين ومثل هذه العمليات تنفق عليها مليارات الدولارات من خزائن نفط الدول الإسلامية التي صارت حكوماتها خائفة وأسيرة في يد الكفر والشيطان وعصى غليظة لضرب هذا الدين وابتلاعه من منبته ولن تستطيع ذلك أبدا لأن دين الله يحفظه الله وهو في قلوب المؤمنين نور وهدى يسيرون عليه.
الأعمال الإجرامية المتوحشة التي شهدتها مدينة تعز مؤخرا يصعب على الإنسان وصفها وهي مؤلمة ل

قد يعجبك ايضا