لحظة يا زمن… الفرح.. والأشياء الصغيرة
?..الحدوس تسبب لك الأذى لأنك لا تستطيع إثباتها لأحد فتلبث وحيدا معها فيما يقول جميع الآخرين أن الأمر ليس كما تظنه.
التحليل أيضا يمكنه أن يؤدي إلى تحطيمك فله وظيفة مزدوجة غير أن كلا من الحدس والتحليل ضروريين للإنسان ليعيش بعاطفة وتهور وليجرب المغامرات ثم يقوم بتفسير الأمر في النهاية لينقذ نفسه من الكارثة إذا ما انقلب الأمر إلى وهم أكثر مما هو حدس إبداعي خلاق.
“يظهر الفرح في الأشياء الصغيرة أما الكبرى فإنها تستبقى المأساة إن سر الفرح هو براعة الألم”.
“كل أنواع النساء يمكن أن تلتقي في نقطة واحدة لأن كل ما هو غائر في الأعماق وما هو موجود في اللاوعي يتشابه عند الجميع كذلك يحدث في الحياة أن النساء يصبحن دواتا أخرى يتبادلن المواقع مع بعضهن أو يتطابقن ويتصيرن شخوصا معايرة يطرحن أجزاء من ذواتهن في ذوات الأخريات.. خلال الأخريات هناك تطابق وتنافذ وتبادل وثمة أجزاء من نفوسنا تنتقل إلى نفوس الآخرين”.
“عندما أفكر بامرأة شرقية أرى عددا لا يحصى من النساء ينعكس من خلال خصائصها”.
“تعاني أمريكا من طقوس عبادة الصنعة والتكنيك.. فكل تكنيك هو صنعة أو حرفة تتخذ من الخارج ولا تنبع من ضرورة داخلية أو من رؤية عميقة إنها تقوم بعمل فوتوغرافي أو تكتفي بالتدوين التسجيلي حسب دون أن تفوز بالحياة”.
من ثيمات الأدب الحديث: الإنسان الذي يفككه التحليل الكائن الذي تمزقه الحياة المعاصرة وتدمره التكنولوجيا الحديثة.. فيبلغ حالة من فقدان الإحساس بالمخاطر التي تهدد صحته وحياته: إن البدائي والشاعر لا تنفصم علاقتهما مطلقا.. فعندما بلغ بيكاسو مستوى واثقا في إبداعه فإنه كان قد توصل إلى استلهام الفن الأفريقي ليجدد نفسه.
إن حياة الإنسان في قسمها الأعظم محلوم بها وهذا الجزء يجب أن يعرى ويقتفي أثره ويلاحق إنه الجزء الذي يخص ماهية وجودنا ماهية عواطفنا.
هامش
من كتاب: اليوميات مختارات “أناييس نن”