33 عاما من الريادة والعمل الوطني
عبدالجبار البحري
تأتي اليوم الذكرى الـ33 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في ظل ظروف عصيبة واستثنائية تعيشها اليمن جراء العدوان الوحشي والبربري الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد اليمن أرضا وحضارة وإنسانا ومقدرات وبصورة همجيه لم يشهد لها التاريخ مثيل سطر خلالها الشعب اليمني أنصع صور ومعاني الصمود والفداء والبسالة والتضحية والتحدي بقواه الوطنية الحية وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام وهو ما يجعل من هذه الذكرى علامة فارقة ومفصلية في تاريخ المؤتمر واليمن عموما كونها تأتي وقد تخلص المؤتمر من كثير من الرواسب والطحالب الضارة وبهذا تكون صفوفه قد تطهرت من العملاء والمرتزقة ليستمر كما كان حزب الوطن الأول ويحيي هذه الذكرى في خندق الوطن مدافعا عنه ومتصديا للعدو ومشاريعه مقدما التضحيات الجسام على مذبح الوطن جنبا إلى جنب مع القوى الوطنية الصامدة التي اختارت الانحياز للوطن وقضاياه والدفاع عنه والعمل على إنهاء معاناة أبناءه.
ظل نجم المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في الـ 24 من أغسطس 1982م ساطعا وعلى مدى 33 عاما متصدرا للعمل السياسي الوطني ومنحازا لقضايا الوطن وهموم ابنائه في مختلف الظروف والملمات فيما أفلت نجوم كثير من الأحزاب الأخرى وغابت شموسها واندثرت وانكشف زيف شعاراتها ومشاريعها التآمرية وارتهانها لقوى الهيمنة الخارجية وارتباطها بمشاريع التدمير والخراب فيما كانت ولا تزال وستبقى مواقف المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته مواقف مبنية على تقديم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على وحدته ومنجزاته على ما سواها من مصالح حزبية كانت أو سياسة .
وعلى مدى تاريخه كان المؤتمر ولا يزال السباق إلى تقديم التنازلات تلو التنازلات من أجل الوطن وليس أولها تخليه عن حقه الدستوري في الحكم عام 2011م وتسليم السلطة سلميا إبان أحداث فوضى الربيع العبري ولا آخرها تنازله عن حقه في نصف الحكومة التي تضمنتها مبادرة تسليم السلطة ورفضه المطلق للمغريات الهائلة التي عرضت عليه من أمراء النفط في السعودية ودويلات الخليج قبل أشهر قليلة من عدوانهم مقابل تحالفه مع جماعة (الإخوان) التخريبية المرتهنة ضد مكون أنصار الله الصاعد بنفس وطني ونزعة تحررية وأبدت قيادة المؤتمر حينها الحرص على بناء علاقات متوازنة مع مختلف القوى السياسية وبما يضمن مصلحة وأمن واستقرار البلاد وفي سبيل هذه الغايات النبيلة قدم المبادرات وأطلق دعوات الحوار ولطالما كان السباق إلى مثل هذه الدعوات في مختلف المراحل والأحداث والظروف التي مرت بها اليمن واظهرت مدى تفرد المؤتمر عن بقية القوى السياسية بالوسطية والاعتدال نهجا وسلوكا وحرصه الدائم على تغليب مصلحة الوطن وحل الخلافات السياسية على طاولة الحوار حقنا للدماء وحرصا على تجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى مربع الصراع والاقتتال .
ولا شك أن هذا النهج الذي سار عليه طوال 33 عاما مضت مكنه من تحقيق أعظم وأكبر وأنبل المنجزات لليمن واليمنيين على مختلف الصعد كتبت بحروف من نور في أنصع صفحات التاريخ وحفرت في عقول ووجدان اليمنيين قاطبة وجعلته يحافظ على مكانته في صدارة الأحزاب وظل الرقم الصعب على الساحة الوطنية رغم كل المؤامرات التي حيكت ضده منذ العام 2011م مرورا بالفترة الانتقالية التي عمل فيها الفار هادي وجوقة من العملاء كل ما في وسعهم من أجل إضعاف المؤتمر وتفريخه وصولا للمحاولات البائسة والمتكررة لدول العدوان لتصفية رئيس ومؤسس المؤتمر وقائده الرمز الزعيم علي عبدالله صالح ليتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم القذرة ضد اليمن بعد إدراكهم أن وجوده على رأس حزب بحجم المؤتمر الشعبي العام يحول دون تحقيق مراميهم الشيطانية ضد اليمن وأهله وهو ما لم ولن يتمكنوا من تحقيقه أبدا.
ورغم الحرب القذرة التي تقودها السعودية ضد اليمن بشقيها العسكري والإعلامي وتسخيرها إمبراطوريات إعلامية ضخمة وإنفاق المليارات من الدولارات لتشويه صورة ومكانة الزعيم الصالح وصولا لشرائها بعض قيادات المؤتمر الرخيصة لإضعاف مواقفه المناهضة للعدوان والنيل من قيادته وإظهار المشهد وكأن هناك انقساما في قيادة المؤتمر وصولا لتعميم ذلك على قواعده المليونية إلا أن هذا الأمر انعكس سلبا وظهر المؤتمر أكثر تماسكا وإصرارا على مواجهة العدوان وتعاظمت شعبيته والالتفاف حول قيادته اكثر لسببين اثنين تجهلهما مملكة النفط :
الأول أن تلك القيادات التي أشترتها وراهنت عليها لم تكن تحظى بمكانة ذات أهمية أو حتى بالحدود الدنيا من احترام قواعد المؤتمر واليمنيين عموما إلا لأنها كانت تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام وقيادته وما ان أظهرت ارتهانها وخيانتها للحزب والوطن والتآمر عليه حتى سقطت من حسابات اليمنيين جميعا ولم تعد أكثر من رموز للعمالة والارتهان ..
الثاني : هو أن الشعب اليمني بات أكثر وعيا ومعرفة بعدوه الحقيقي ويرفض ا