بالحب نبني الوطن
آبأؤنا وأجدادنا عاشوا على الفطرة السليمة فطرة الله التي فطر الناس عليها لم تفرقهم حزبية ولا مذهبية ولا مناطقية ولا مذهبية عاشوا بسطاء واستطاعوا أن يبنوا الأمجاد والحضارات وها نحن نجد آثارهم باقية وحاضرة تدل على مجدهم وشموخهم عاشوا من أجل شيء واحد وهو عبادة الله وبناء الأرض وعمل المدرجات الزراعية وبناء السدود حتى جعلوا من اليمن العربية السعيدة فكانت اليمن تشتهر بمجدها وحضارتها وتربتها الخصبة ومحاصيلها الزراعية النقدية مثل البن وغيرها ولكننا اليوم نعيش واقعا مآسأويا يرثى له عشنا عكس معيشتهم لم يجدوا المدارس والمعاهد والكليات على عكسنا نحن الذين وجدنا المدارس والمعاهد والكليات ووجدنا كل سبل العيش من طرق ونهضة عمرانية وصناعة ووجدنا الديمقراطية والدولة والحكومة وووو ولكننا لم نجد الطرق والأساليب التي تمكننا من العيش مثل معيشتهم, زادت أعدادنا أضعافا وأضعافا ولكننا كثرة لا قيمة لها لم نعش مثلهم إخوة وأحبابا يجمعنا دين المحبة والتسامح وتجمعنا الأرض والتاريخ واللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك إنما وجدنا أنفسنا في متاهات وفي طرق ملتوية نتخبط فيها يمينا ويسارا وأحيانا نقع على رؤوسنا تفرقنا شيعا وأحزاب واختلفنا وتوغلت في قلوبنا الأحقاد والكراهية فظهرت الأحزاب التي فرقتنا تحت مسميات حزبية, خدعونا وقالوا حرية وتعددية سياسية وحزبية ولكنها كانت وسيلة لتفريقنا واختلافنا, لماذا لأننا لم نمارسها بشكلها السليم إنما وجدنا أنفسنا ضحايا ألاعيب وأكاذيب, فتفرقنا واختلفنا وتصارعنا ونسينا أننا إخوة وأبناء وطن واحدا تلاشت أسمى العواطف والعلاقات الأخوية وصارت الحزبية هي أساس الإخاء وتطورت الأوضاع سوءا ووجدنا الاختلاف في الدين, وجدنا فرقا وجماعات دينية كل فرقة وجماعة لها اتجاهات ومبادئ وأفكار تختلف عن الجماعة الأخرى وتختلف عن جوهر الدين والذي تحول بواسطتهم إلى دين إرهاب وعنف, aعلى البال والخاطر, المساجد التي تضم المصلين لعبادة الله فجرت وقتل فيها المصلون وما هو السبب, مسلم يتبع جماعة إرهابية يفجر نفسه في مسجد وليس كنيسة فيموت الآلاف, هذه إحدى صور التفرقة والكراهية التي وصلنا إليها مع الأسف الشديد ومن يصدق أن اليمن تمر بهكذا مراحل قاسية ومؤلمة, تفرق أبناء البيت الواحد وانتشرت الحروب الأهلية في الجبال والصحارى وعلى شوارع المدن وصارت الجماعات المسلمة تقاتل بعضها البعض وصار المسلم يحمل السلاح ويقتل أخاه لا يدري لماذا إنما تنفيذا لمؤامرات أعداء الإسلام الذين شغلونا ببعضنا البعض حتى ندمر جوهر الدين وندمر الأخوة ونقتل بعضنا بعضا بدلا من التآزر والتلاحم والاعتصام بحبل الله وهذا هو حالنا مع الأسف الشديد, قضينا على أسمى علاقة وهي علاقة الحب والتي حلت بدلا عنها علاقة القتل والكراهية والعنف ونتيجة لذلك نجد أنفسنا نعيش في متاهات وتخبطات وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدينا وسلط الله علينا طائرات إخواننا وجيراننا يقصفونا ويدمرون وطننا ونحن على ما نحن عليه لم نعتبر ولم نتعظ ولم نعد إلى رشدنا ونتذكر أننا أبناء دين واحد ووطن واحد وبذلك فقدنا أشياء كثيرة, فقدنا شعورنا الجماعي بأننا جسد واحد وفقدنا عزتنا وكرامتنا والتي لن تتحقق ونحن هكذا جماعات وطوائف متفرقة ومتناحرة وفقدنا شعورنا بوطننا وعطائه ووجدنا الوطن أشبه بغابة, الغلبة فيها للأقوى, نسينا أن لنا وطنا لن نبنيه إلا بالحب والتسامح والتوحد ولن نبنيه بالأحقاد والكراهية التي دمرتنا وجعلتنا وجعلت وطننا فريسة سهلة لأعدائنا مع الأسف الشديد.