تراجعوا قبل فوات الأوان !!

ماذا لو تمكنت مليشيات هادي والقاعدة ومن معها من الجيوش المرتزقة من احتلال الجنوب والسيطرة عليه¿
ماذا سيكون مصير المحافظات الجنوبية والشمالية¿
سؤال يطرحه كل مواطن يمني, ولكن دون أن يتمكن من الإجابة عليه وفق ماهو مخطط له من قبل الكيان السعودي, بخلاف التكهنات والآراء المتباينة.
في  بعض الأحيان تترد بعض الأقاويل, بأن أنصار الله والجيش هم سبب الاقتتال في الجنوب وبأن الانفصال هو الأفضل لوقف إراقة الدماء, متناسين ضحايا الإرهاب من أبناء المناطق الشمالية الذين سقطوا خلال السنوات الأخيرة إما ذبحا بسكاكين القاعده أو قتلا بالرصاص, ناهيك عن تشريدهم وإحراق محلاتهم, وقد حصلت تلك الجرائم قبل الثورة الشعبية التي اسقطت هادي وفضحت نواياه..
وعموما فإن الحديث على هذا النحو لهو كارثة حقيقية وخيانة وطنية كبرى, لن تفيد غير العدو السعودي. خصوصا عندما يصدر مثل هذا الكلام من مثقفين وسياسيين اثبتوا بمقولاتهم هذه أنه لا ناقة لهم في ثقافة أو سياسة, لأنهم غير مدركين جحم الكارثة المترتبة على ذلك, وبأنهم سيجرون اليمن إلى عهود مظلمة وحروب طاحنة قد تستمر لعقود قادمة.
الكيان السعودي لم ينفق عشرات الملايين, فداء لعيون الخائن الأول عبدربه منصور هادي, وإنما طمعا في تقسيم اليمن وعزل حضرموت ليتسنى لها في المستقبل القريب ضمها إلى أراضيها من أجل الوصول إلى البحر العربي والاستحواذ على الثروة البحرية والنفطية والغازية.
ولا تقتصر أطماع آل سعود على حضرموت وحسب , وإنما تمتد إلى عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية وخصوصا لحج والضالع وأبين.. حيث سيتم توزيعها وفق المخطط السعودي الذي يتضح من خلال ما نشاهده من وقائع وأحداث, بالتساوي بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة وجماعة هادي, باعتبارهم شركاء في المشروع الانفصالي.
وهنا ستضمن الإمارات اندثار مشروع المنطقة الحرة بعدن بعد أن كان مرشحا لمنافسة منطقة دبي, كما ستضمن السعودية وجود حظيرة كبيرة لتنظيم القاعدة تضم جميع العائدين من مناطق القتال في سوريا والعراق.
فمن المستحيل على السعودية أن تسمح لعناصر القاعدة السعوديين الجنسية وهم بالآلآف من العودة ودخول أراضيها, لذا فقد سعت جاهدة إلى توفير المكان المناسب لهم في المحافظات الجنوبية لليمن, بعد أن وجدت صعوبة في تهجريهم إلى شمال اليمن, وهنا لا ننسى الفضل بعد الله لأنصار الله بدحر القاعدة في الشمال.
علينا أن ندرك أن الانفصال لا يعني صون الدماء أو العودة إلى الحياة الطبيعية, بل على العكس, فبوجود معسكرات وإمارات مستقرة للقاعدة في الجنوب, فإن ذلك سيمكنها من تحويل جنوب اليمن إلى معسكر كبير لتجنيد القاعدة, وجعله مركزا لتنفيذ عملياتها والتمدد نحو الشمال, وجميعنا يعلم أن هدف القاعدة لا ينحصر في السيطرة على محافظة أو مدينة, وإنما هو مشروع سرطاني لإقامة ماتدعي بأنه دولة الخلافة الإسلامية وسرعان ما سينتشر في أنحاء الجسم..
وبالوصول إلى هذه المرحلة ستكون السعودية قد ضمنت أمنها ببقاء خلايا الإرهاب خارجها, وحولت اليمن إلى ساحات من الحروب.
***
وفي حال تسنى للسعودية ذلك فإن محافظة تعز ستكون هي  الهدف القادم للقاعدة وستصبح الخاسر الأكبر من هذا المخطط, ويكفي أن نذكر هنا بما حصل في محافظتي الأنبار وصلاح الدين العراقية, حيث تعاون أعيان ومشايخ المحافظة مع القاعدة  وسهلوا دخولها إلى الأنبار وصلاح الدين, فماذا كانت النتيجة¿!
مالبثت عناصر تنظيم القاعدة من إحكام سيطرتها على تلك المحافظات حتى قامت بارتكاب المجازر بحق أبناء المحافظة وبحق الأعيان, وفي مقدمتهم من قدموا لها المساعدة, حيث قامت بسحل الكثير منهم وذبح بعضهم  وحجتهم في ذلك لم تكن مذهبية بقدر ما كانت بحسب قولهم-  مخالفة لولي أمر المسلمين مما استوجب عليها القيام بإعدامهم في جماعات.
***
حرب القاعدة في اليمن وغيرها لا تقوم فقط على حرب مذهبية وإلا فلماذا لم تقم هذه الجماعات الارهابية بإعلان الحرب على الصوفيين في حضرموت رغم أنها تعتبرهم خارجين عن الإسلام وتصفهم بالقبوريين.
بالتأكيد هي لا تريد ذلك في الوقت الراهن لأن ذلك سيدفع بالجنوبيين إلى الوقوف ضدها كما أن السعودية لا تريد فتح أي جبهات اقتتال في حضرموت لذلك فإنها تدفع بالقاعدة إلى خوض المعارك في المحافظات الأخرى. بينما تسعى جاهدة في حضرموت إلى تهيئتها استعدادا لعزلها عن الشمال والجنوب, ويعينها على ذلك كبار التجار السعوديين من ذوي الأصول الحضرمية.
***
إننا اليوم نقف أمام قضية وطنية ومصيرية في نفس الوقت, فمن السهل جدا على القاعدة أن تطيح بالحراك وغيرها من القوى المتحالفة معها الآن وأن تسارع إلى تأسيس دولتها الإسلامية المزعومة في الجنوب, لتكون مقر انطلاقتها إلى باقي المحافظات اليمنية, وعندها لن يكون ماتبقى من الجيش اليمني قادرا على سحق القاعدة التي ظل هادي وشقيقه يتسترون عليها

قد يعجبك ايضا