هل تفتخر بأنك سعودي ¿
مجرد عنوان المقال قد يثير لدى البعض مشاعر مختلفة وهناك من سيحضر مسبقا كل سكاكين الكلام السوء الذي تعودنا عليه على صفحات التواصل الاجتماعي لكن لنتفق من البداية أن كل هذا لن يمنعنا من طرح السؤال وإعادة طرحه وسنترك لهؤلاء المخربين متعة المناكفة والإيذاء بسقط الكلام فلكل أمرىء ما تعود وعلى كل سيفهم الجميع في النهاية أن مجرد طرح هذا السؤال بهذه الحدة والمباشرة لم يكن عفويا أو مجرد نزوة فكرية فهناك من المواضيع والأحداث العربية والدولية المتلاحقة والمهمة ما يكفي وما يدعو للانشغال لكن نحن نقول أنه حان الوقت لطرح هذا السؤال وطرح هذه الفكرة على المتابعين أولا لأننا لا نأتي العيب وثانيا لأن النظام السعودي هو من فرض هذه المناقشة وهذا الطرح .
الافتخار بالانتماء شعور جميل ومطلوب وبديهي لكن كم من مواطن يزعم هذا الافتخار في كل المناسبات لكنه يخون هذا الوطن في لحظة معينة وكم من مواطن يعلن كراهيته للوطن لكنه يغير عليه في لحظة معينة لكن هل من المنطقي أن نتباهى بانتماء لوطن أصبح في مهب الريح ومدعاة للسخرية والكراهية من الشعوب العربية وهل من الصواب أن ندين لوطن يفرخ الإرهاب ويدعو للكراهية والقتل هل من المعقول أن نرضى بمؤسسات دولة لا توفر الحد الأدنى من الديمقراطية وحرية التعبير هل أن عشق الوطن يبرر الصمت على تدمير أوطان أخرى ثم ما العيب أن نرفع الصوت من باب حب الوطن وحب الانتماء لنتحدث بأن حب الأوطان الأخرى من الإيمان وأن هذا الانتماء للوطن وللإسلام لا يمكن أن يكمم أفواهنا إلى الأبد دون أن نعارض “عاصفة الحزم” التي تقتل الأبرياء في اليمن و“عاصفة الإرهاب” التي تدمر سوريا و” عاصفة التفجيرات” التي تستبيح مستقبل أبناء العراق فكل هذه العواصف السعودية القاتلة تحدث والشعب السعودي لا يتحرك.
من الممكن أن يرضى الشعب السعودي بما هو مكتوب وبالخيار الوحيد الممنوح من هذه السلطة الاستبدادية الدموية الغاشمة ومن الممكن أن يخاف الشعب من سطوة حكامه ويختار الصبر والسلامة على الدخول في مواجهة مع هذا النظام الدموي الفاسد من الممكن أيضا أن يتباهى هذا الشعب بأنه يفضل هذا ” النظام” على ما يحدث في دول أخرى خاصة بعد أن نجحت ماكينة الكذب في تسويق هذه الحملة الكاذبة المغرضة في عقول السعوديين بالذات لكن من حق المظلومين الذين تدمرهم الماكينة الإرهابية السعودية أن يضعوا الجميع في سلة واحدة النظام الجيش الشعب لأن الشعب اليمنى على سبيل المثال لا يقتل إلا بأمر من السلطة السعودية والطائرات التي تدمر وتقتل وتترك الأشلاء المتناثرة على الأرض اليمنية تفعل ذلك بقيادة طيارين ” سعوديين” قذرين والشعب الذي يتفرج في هذه المأساة القاسية في صمت ودون استنكار هو شريك فاعل في العدوان ولا يستحق من كل شرفاء العالم أي احترام .
في عهد الفضائيات ووسائل الاتصال أصبح عار النظام السعودي وعمالته للصهيونية العالمية موثقا بالصوت والصورة إسرائيل نفسها تفاخر بهذه “الصداقة” وهذه الخدمات المتلاحقة التي يقدمها النظام للمشروع الصهيوني في المنطقة فضرب اليمن مثلا ليس مصلحة سعودية فالشعب اليمني لم يكن يوما عدوا أو خطرا على الشعب السعودي وضرب الشعب السوري مصلحة صهيونية معلنة فالشعب السوري كان حليفا للسعودية في حرب الخليج ولم يأت نظامه أو شعبه ما يؤذي مشاعر الشعب السعودي فكيف نفسر صمت ما يسمى بالفئة السعودية المثقفة صمت الشعب السعودي على كل المجازر الإرهابية التكفيرية التي يرتكبها نظامه في حق الأبرياء العرب فهل تم حقن هذا الشعب بمورفين الصمت وهل بلع لسانه ووجدانه إلى هذا الحد وهل أن الخوف من سطوة النظام وجبروته قد أفقدت هذا الشعب كل نية لإعلاء الصوت والتعبير عن رفض ما يحدث .
لا أدري حقيقة ماذا يفعل هؤلاء المصلون المتعبدون في مساجد السعودية خمس مرات وأكثر في اليوم الواحد أليست الصلاة من تنهى عن الفحشاء والمنكر أم هناك خطأ في الترجمة القرآنية وفهم مقاصد هذا الدين الحنيف أليس محرما على المسلم قتل المسلم بدون حق فهل أن من يقتلون ويصبحون أشلاء ومن ييتمون في اليمن قد ارتكبوا جرما في حق هذا النظام الدموي وفي حق هذا الشعب السعودي الأخرس الأبكم وهل من حق هذا النظام الصهيوني وهذا الشعب الصامت أن يقتلوا الناس بذريعة الخوف من التمدد الشيعي والخطر الإيراني هل يمكن تفهم أن يصبح هذا النظام نسخة مطابقة للأصل من إسرائيل التي رسخت في أذهان العالم فكرة ما يسمى “بالحرب الاستباقية” فالنظام في كل الدول هو الشعب لكن يظهر أن الشعب السعودي يعيش عزلة مع النظام وهما متزوجان حسب طريقة التفرقة في الأملاك والجسد ( séparation de biens et de corps ) فلا أحد يهتم بما يفعل الآخر وهي نمط عيش وتعايش غير مسبوق في العالم .
بإمكان البعض