الشباب والوطن

 - هناك ارتباط وثيق بين تقدم أي وطن من الأوطان وبين الشباب ذلك أن الشباب هم أساس البناء والتنمية وهم قلوب الأوطان النابضة بالحياة والعقول المفكرة والمخططة وسواعد
علي محمد قايد –
هناك ارتباط وثيق بين تقدم أي وطن من الأوطان وبين الشباب ذلك أن الشباب هم أساس البناء والتنمية وهم قلوب الأوطان النابضة بالحياة والعقول المفكرة والمخططة وسواعد البناء وكما قال الشاعر:
آمل البلاد على رقي شبابها
إن كان حيا لا تخاف زوالا
فلا وطن متقدم ومزدهر بدون شباب يبذلون وينتجون ويفكرون ويخططون ويمكن اعتبار الشباب سلاحا ذا حدين وهذا يتوقف على طبيعة المجتمع والوطن الذي يعيشون عليه فكلما وجد الشباب بيئة مناسبة لتعليمهم وتأهيلهم وتثقيفهم كلما كانوا أكثر ارتباطا ونفعا لوطنهم فالوطن كلما احتضن الشباب وأعطاهم ما يحتاجونه كلما وجد الشباب أنفسهم قادرين على العطاء .. الدولة والحكومة كلما كانت قادرة على الاهتمام بالشباب وتوفير كل ما يحتاجونه من تعليم متمثلا بالمدارس والمعاهد والجامعات كلما وجدنا شبابا متعلمين يحملون الشهادات ولكن لابد من الاهتمام بالجانب الكيفي قبل الكمي وإعدادهم الإعداد السليم في أماكن تعليمهم من خلال تطوير وتحديث التعليم العام والجامعي وتوفير الكليات المؤهلة وذات التخصصات المطلوبة وتوزيعها توزيعا عادلا على جميع المحافظات حتى تتوفر فرص التعليم الجامعي للجميع .. ولكن واقعنا مع الأسف الشديد واقع مآساوي من خلال شحة وقلة الكليات والجامعات في معظم المناطق اليمنية وهذا بدوره يحرم الشباب من مواصلة تعليمهم الجامعي والمهني حيث أن معظم الشباب خاصة أبناء المناطق النائية والبعيدة غير قادرين على الانتقال للعاصمة صنعاء أو غيرها من المدن الأخرى وهذا يعني عزوفهم عن التعليم الجامعي وهنا تكمن المشكلة حيث أن ذلك يساعد على انتشار البطالة والجريمة ولاتزال هذه المشكلة قائمة بذاتها.
إن الشباب هم موطن الإبداع والقدرات والمهارات المختلفة ويجب توفير البيئة المناسبة لتنمية كل ذلك من خلال الاهتمام بالجانب الرياضي والشبابي وتفعيل دور وزارة الشباب والاتحادات والأندية الرياضية وكذلك الاهتمام بالجانب الفكري والثقافي ومساعدة الشباب المبدع على تنمية وتطوير إبداعه وتسخيره من أجل الوطن.
إن الشباب يواجه كثيرا من التحديات إضافة إلى التحديات التعليمية والرياضية والإبداعية ومنها انتشار معدل البطالة وعدم توفر فرص العمل وعدم قدرة الدولة على توظيف خريجي المعاهد والجامعات وكذا ضعف إمكانيات الحصول على فرص عمل أخرى نتيجة أوضاع البلاد الراهنة وتوقف عجلة التنمية وضرب السياحة والاستثمارات كل ذلك يجعل من الشباب كتلا من الإحباطات والمعانات وينعكس ذلك انعكاسا سلبيا على حياتهم فالفقر والبطالة بيئة مناسبة لنمو الإرهاب والإرهاب عدو الأوطان ومعرقل لعملية البناء والتنمية ومن هنا نجد أن الشباب قد يكونوا معاول بناء وقد يكونوا معاول هدم.

قد يعجبك ايضا