بين الحقيقة والخيال

 بداية أنوه فيما تضمنه مقالي السابق الذي يحمل عنوان (لك الله يا شعب اليمن)  بتاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري حيث كتبت في بداية مقالي (وليس لأحد مهما كان اعتراض على ذلك فلم يعطينا حزب أو جماعة أو شخص بعينه من فضلهم لأنه لا فضل لهم وفاقد الشيء لا يعطيه) بالطبع أقصد من كلامي الفترة الزمنية ما بين 2011م ووقتنا الراهن وهي الفترة التي فقدنا فيها وطنا أما ما قبل ذلك فلم أنكر ما قام به حزب المؤتمر كحزب حاكم وما قام به الرئيس السابق /علي عبد الله صالح خلال 33عاما من حكمه ولست متناقضا في كلامي حتى لو كان لذلك النظام سلبياته فلا يخلو نظام من السلبيات ولو كان هناك فساد مالي وإداري فقد وجدنا ما بعد ذلك النظام فسادا أشد ضراوة وهو فساد البلاد بكاملها فساد الأنفس أولا التي توغلت فيها ثقافة الأحقاد والكراهية وانتهجت سلوك التعصبات الحزبية والمناطقية العمياء, وجدنا فساد حكومة بكاملها عجزت عن إدارة البلاد وحرم المواطن من خدمات وثروات بلاده, وجدنا فسادا أفتك بالبشر والشجر والحجر حتى الدين لم يسلم من فساد أنفسهم وحولوه إلى دين إرهاب.
إننا نعيش فترة وجدنا فيها الفرق الواضح وضوح الشمس بين عهدين, عهد حكم المؤتمر الشعبي العام ومهما كانت سلبياته وبين فترة ما بعد حكم المؤتمر فقد كنا نتمنى أن نجد ما نستطيع به نسيان المؤتمر والرئيس السابق ولكن وجدنا ما يجعلنا نتمنى رجوع ذلك العهد المشرق مقارنة بهذا العهد المظلم فقد انصدمنا في رئيس خرجنا جميعا لترشيحه وهو هادي لعل وعسى يعمل على خروج الوطن من أزمته السياسية ونجد حلا مناسبا ولكن وجدنا أزمات اقتصادية وتنموية ومعيشية وأمنية واجتماعية وفي نهاية المطاف وجدنا ذلك الرئيس يطالب بضرب البنية التحتية لبلاده وقتل شعبه عن طريق دول التحالف حفاظا على شرعيته التي لم يحافظ عليها. أما بالنسبة لأنصار الله فقد قاموا بثورة مثلهم مثل الإخوان الذين قاموا بثورة حسب رغبة شيخهم حميد الأحمر ولم تكن ثورة شعب إنما كانت عبارة عن تصفية خلافات شخصية, ووجدوا الربيع العربي فرصة لهم للوصول إلى السلطة التي عجزوا في الوصول إليها عن طريق الشعب وكانت النتيجة اغتيال الوطن والشعب.
مهما كانت مساوئ أي نظام فلا يجب الانقلاب عليه هكذا لأننا مع الأسف الشديد وجدنا واقعا أشبه بالخيال بعد أن كنا نعيش واقعا حقيقيا وجدنا وحوشا بشرية أرادت افتراس الوطن والمواطن وهدم كل ما تم بناؤه حقدا وكراهية للحزب الحاكم سابقا ولرئيسه… الوطن ملك الجميع ومنجزاته ومكتسباته ملك الجميع وليست ملكا للمؤتمر ولرئيسه حتى يتم هدمها.
 الرئيس السابق قدم للوطن وغيره لم يقدم شيئا.. وأنا هنا لست مدافعا عنه إنما هذا شهادة حق ولو وجدنا الدولة المدنية الحديثة التي طالبوا بها لرفعناهم على الرؤوس وتناسينا الرئيس السابق وحزبه, ولكن من يستطيع أن يذكر الإيجابيات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة, لقد ضاع وطن وسيادة وطن وحرية وطن وكرامة وطن حتى وجدنا أنفسنا نعيش بلا وطن ولا ندري كيف ستكون النهاية وقد صارت اليمن فريسة سهلة الاصطياد لجهات خارجية حقودة هدفها محو اليمن بتاريخه وحاضره من الخارطة واغتيال المستقبل.

قد يعجبك ايضا