ن ………والقلم…شتان بين صورتين …!!
تقتلك الغصة فقط وأنت تدلف من الباب مرة أخرى , هذه المرة نحو الخارج , إذ تدلف أول مرة إلى ((البيسمنت)) أو التبادل المعرفي , أو نبيل قاسم , أو شيماء , أنت تدلف إلى عالم الجمال من خلال عبدالرحمن الغابري , الذي يتكلم مرتين , مرة بالكلمة المسموعة, الجميلة, البسيطة, السهلة, الممتنعة , وبالصورة حين تجلس الكلمة جانبا , وتتيح المجال والمكان للعين الجميلة التي تستطيع التقاط الجمال , اللقطة المعبرة , تنقل الكاميرا العالم كما هو بالأبيض والأسود الأكثر صدقا من ألوان الديجيتال , عالم بسيط , قوي , جميل , معبر , يحكي حكاية الحياة الأجمل التي كانت في مكان اسمه بلد أصبح الآن يلبس الأسود , وعلى وجهه حجاب !! , من يوم أن وئدت الحياة وتبرقعنا كلنا , أعماقنا , أشكالنا , أجسادنا , شوارعنا , مقاهينا , نحن كما قال ذلك الشاب الجميل : مش عدنا إلى الوراء , بل ((محناش دارين أين نحن)) ¿ كان أبلغ تعبير ما قاله الشاب الصغير , تعليقا أو تعقيبا على الكلام الدرر الذي نثره الفنان الغابري على مدى ساعتين وأكثر , ليس قراءة لما التقطتة الكاميرا , فالصورة لا تقرأ , وان حدث ذلك فقد أنتفت قيمتها , الرجل فقط طاف بنا كتاريخ للقطة ومناسبتها , ونحن قرأنا كل لقطة بعيوننا , وبمقدرتنا على قراءة الصورة , ملامح الوجوه , تفاصيل الواقع , وتفاصيل الواقع قالت من خلال الصورة اننا عدنا إلى الوراء كثيرا بفضل من فرضوا السواد سمة للأجساد وعنوان لها , متعللين بأن ذلك هو الطريق الوحيد إلى الوجود , بينما الوجه البشوش , الضاحك , المبتسم للمستقبل والحياة, هو الطريق الوحيد إلى الجديد , طاف بنا الفنان عبدالرحمن الغابري بلغة سهلة جميلة هادئة في طول البلاد وعرضها , رأينا البلد الذي كنا نحلم به , رقصة , غنوة , مسرح , أوبرا , سينما , رواية , قصة , قصيدة , رقصة , برع , إنسان ينحت الصخر وصولا إلى الرزق, بحر لا يحده حدود , ولا يقف في وجهه معقد يفرض رؤيتة الظلامية على مشهد كان بانوراميا , أصبح ثغرة في جدار سجن لا ترى منها سوى السجان !!! , قلت معقبا : شتان بين صورتين , عالم ينبض بالحياة هنا وجوه جميلة لشبان يتطلعون إلى الأفق , وشارع ينتظر البترول في طابور طويل , يكبر كل لحظة بدون بترول قادم ولا أمل !!! , أكلت الغصة روحي وأنا وتاج ابنتي نخرج إلى عالم آخر (( الحرب الذي تأكل أكبادنا )) وبها نعود إلى ما قبل الصورة ….. ((تجربة حياة)) حياة قائمة في مؤسسة بيسمنت منتدى التبادل المعرفي , الذي كان في العام 2011 ثورة بكل المقاييس موسيقى , تصوير , شباب يغني , يحلم , لا أدري ما أضيف ……..