الأخوة والمحبة الطريق إلى السعادة

علي محمد قايد

قبل فترة لم تتجاوز الشهر عشنا أيام عيد الفطر المبارك وعشنا لحظات وأوقات إيمانية وروحانية تخللتها مشاعر الصدق والمحبة والتسامح حيث تعانقت القلوب وتصافحت الأيادي وتواصلت الأنفس المتباعدة وتم صلة الأرحام وزيارتها في أجواء تدل على أن المجتمع المسلم لايزال يعيش الأخوة على الرغم من الظروف القاسية والمصائب والمحن التي جعلت القلوب قاسية ومتباعدة ولكننا لانزال متمسكين وملتزمين بتعاليم ديننا الإسلامي دين المحبة والتسامح على الرغم من الظروف التي جعلت من هذا الدين أشبه بالغريب وعلى الرغم من محاولات أعداء الدين تشويه صورة هذا الدين من خلال المحاولات المتكررة والأعمال المنفذة والمتمثلة في الأعمال الإرهابية المتعددة التي تستبيح دماء الأبرياء وتحرض على العنف وتفكيك المجتمع المسلم ووصل الحال إلى تفجير المساجد وهي تكتظ بالمصلين هكذا يريدون أن يجعلوا من ديننا وهو بريء كل البراءة عن تلك الأعمال فالإسلام يحرم تحريما قاطعا قتل النفس المحرمة وجعل قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا قال تعالى (ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا) بل وجعل هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم وكل تلك المحاولات تهدف إلى تفكيك المجتمع المسلم وما ظهر في وقتنا الراهن من أعمال وتصرفات ومعتقدات من شأنها تفريق وتفكيك المجتمع المسلم عن طريق الأحزاب والمذاهب والطوائف والمناطقية والفرق والجماعات وظهرت الاختلافات والصراعات والمواجهات الدموية المسلحة وصار المسلم بدلا من التقرب من أخيه المسلم وتوثيق عرى المحبة والتسامح صار يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم لايدري لماذا وهذا هو حال مجتمعنا اليمني المسلم مع الأسف الشديد ذلك المجتمع الذي كان مثالا يحتذى به في الأخوة والتكاتف والتعاون والتسامح والمناصرة وهو المجتمع الذي وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية), إن ديننا الإسلامي الحنيف يحرص أشد الحرص على تقوية العلاقات الأخوية الحميمة حيث يصف المؤمنين بقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)  ويصور لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ولكننا اليوم نعيش مرحلة قاسية ومؤسفة حيث صار الجسد الواحد مفكك وكل عضو يسعى إلى التخلص من العضو الآخر ونتيجة لذلك صار حالنا يرثى له فدب فينا الضعف والوهن وصار أعداؤنا يمارسون ضدنا كل أنواع العنف سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة
ابتعدنا عن روح وجوهر الدين وهجرنا القرآن الكريم وتجاهلنا السنة النبوية وأهملنا كل تعاليم ديننا الإسلامي وأستبدلنا كل ذلك بمفاهيم ومعتقدات خاطئة ودخيلة وضاعت أخوة الدين وظهر بدلا عنها أخوة الأحزاب والمذاهب والطوائف والمناطقية والفرق والجماعات وكل ذلك ساعد على تفككنا وتصارعنا واختلافنا وبدلا من الاجتماع والاعتصام بحبل الله والجهاد في سبيله صرنا نمارس الجهاد المزيف ضد بعضنا البعض فصار الزيدي والشافعي أعداء وصار قتلى المسلمين فيما بينهم شهداء وصارت الأجواء تنبئ بواقع خطير جدا يدل على انتشار الفتنة والصراعات التي حذرنا منها ديننا الإسلامي الحنيف ولاندري إلى متى سيستمر عليه الحال ونحن هكذا ومتى نعلنها توبة ونرجع لجوهر وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف دين المحبة والتسامح.

قد يعجبك ايضا