سهير ….أو الياسمين ..أو دمشق
ن …………..والقلم
عبدالرحمن بجاش
كتب نزار – بفتح الزا وليس بكسرها كما قال له البردوني ذات مهرجان سنوي هو المربد في العراق الذي ذهب ولا يزال مسافرا !! : (( جلست …جلست والخوف بعينيها ….تتأمل فنجاني المقلوب ….. قالت يا ولدي لا تحزن …فالحب عليك هو المكتوب ..يا ولدي ..الحب عليك هو المكتوب )) , الآن فقط ربما اكتشفت سر ابداع نزار وتسنمه امارة بل مملكة الشعر , فدمشق صنو الياسمين , والياسمين في شرفات بيوتها , وعلى خدود صباياها, كما يقول صاحبي حامد السقاف حين يتغنى بدمشق وأيام النبيذ المعتق كما الخدود الحمر , شوقي يحب دمشق كما نحبها , بل ويعشقها ويبكيها , من منا من لا يعشق (( سلام من بردى أرق …..ودمع لا يكفكف يا دمشق )) , غنى عبدالحليم (( قارئة الفنجان )) كما لم يغن لنزار وسمعناها نحن حتى الثمالة, وأن تكون مدينة هي الياسمين , هي فيروز تغني لدمشق , وماجدة الرومي تغني كلمات وسط المطر يهطل على القلوب كلمات لنزار الشرق والغرب هي دمشق الفيحاء , كما هي مستغانمي قادمة على ظهر صهيل الأحرف والكلمات , جلست العرافة سهير تقرأ له الكف , هذا القادم من البر , بل من جبال أبين إلا أن يعصمن بالماء كل ياسمينة هفهفتها النسيمات , قالت له ذات ليلة وكان الخوف يسكن المدينة : ((شرفات دمشق يملؤها الياسمين ….ويغفو فوقها الحب ….لذلك أرتبط اسم دمشق بالياسمين ….وأنا أعشق الليل والقهوة وفيروز والياسمين )) …..يقول لها : والحب متى وأين يغفو ¿ على صدر الياسمين أم على خد دمشق ¿ , تقول له : على خد دمشق تزهر الياسمين , ويدندن عبدالحليم (( يا ولدي )) , فيهفو هو إلى أوديتها , يصرخ بكل ما يؤتى من قوة على البوح : يا بردى أنت أرق نهر للحب يجري في هذا العالم المثخن بالأحزان , أين أنت يا دمشق تسكنين الروح حبا , هياما , مناجاة لأحلام الناس في فجر أفضل , تقول له وقد بلغ الليل الأفق : أنا حالمه , , يقول لها : بل أنتي الياسمين , أو دمشق , أو شرفاتها حيث تسكن عيون الصبايا , يدندن قلبه مع أيوب والفضول : ((واصبايا فوق بير الماء والدنيا غبش)) , أين أنتي تورقين ¿ يسألها , تجيب بابتسامة البحر: على شاطئ البحر حيث أشرب ((المتة)) يورق قلبي حنينا للبعيد القريب يلامس روحي ويحاكي مشاعري , ويلمس درري , يكاد يجن من هذا الدفء البحري المتلألئ أصدافا وياقوت , يصرخ في أعماقه : لا أستطيع أن أتحمل كل هذه الهجمات من الياقوت …سأذهب ….تصب في فنجانه قهوتها , وترسل وردة حمراء عربون للإجابة عن سؤاله: هذا كثير , من أنا حتى أستحقه , تضحك الياسمينة , من وحي حزنها النبيل العالي السمو كدمشق أو نزار أو بلقيس أو مستغانمي أو الماغوط أو الحلم , تقول له : بل أنت كثير , وأنا أعشق الضيف المميز , أراقص أحلامي في الليل , وقد التقيك بها وأسألك , كيف تحب القهوة ¿ هل ترغب بالسكر , أو تشربها سادة مثلي ..بلا إضافات , لم تضف السكر , فقد كان الجو كله عبق بسكرها تحمله نسيمات النسيم إلى قلبه , بل كل كيانه , أستاذن : سأذهب , قالت : ستظل وسادتك هنا على الرمل , سأرسم بجانبها وردة, قال هو : بل سأرسم دمشق وردة حمراء , ياسمينة ….بل هي دمشق سهير , أو سهير المدينة الأرق في الكون يا ولدي …