عندما يتكلم الألم .. المعرض الإنساني في اليمن
هل يتكلم الألم¿
نعم يتكلم الألم عندما يصل إلى حدود الكارثة الإنسانية عندما يرتفع صياح الضحايا المظلومة .
تم يوم السبت الموافق 8/8/2015م افتتاح المعرض الإنساني الأول في اليمن في صنعاء بحضور وطني ودولي واسع وبمشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني .
حيث افتتحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المعرض الإنساني ليتم بذلك الافتتاح فتح نافذة الأمل في تضميد جروح وطني الحبيب اليمن .. السعيد اااه وكم هي تلك الجروح المفتوحة¿
كل منطقة كل محافظة في وطني السعيد اليمن تنزف بغزارة ولكن مازال وطني سعيدا ويبتسم .
يبتسم للعالم أن هناك مازال عندنا أمل .
وكم هي تلك الابتسامة القاسية والمؤلمة من وطني الجريح.
تقطع قلوبنا الضعيفة قبل عيوننا وروحنا .
ولكن مازال عندي أمل .
مازال هناك ضمير إنساني ينبض بالحياة بالحب للآخرين.
اهتمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالوضع الإنساني في اليمن وإن كان متأخرا جداولكن اهتمام يرفع رصيد اللجنة الدولية في قلب كل يمني .
رغم المخاطر والحروب والصراع وصلت اللجنة الدولية للصليب إلى اليمن لتحقق بذلك مقولة أن الجانب الإنساني أكبر من أية مخاطرة.
تم افتتاح المعرض الإنساني في اليمن في صنعاء وبالأخص في أجمل وأفضل مدارس اليمن مدرسة المتفوقين مدرسة جمال عبد الناصر لندرس جميعا الإنسانية الحقيقية بعيدا عن ضوضاء السياسة وعن الاختلاف .
توحدنا كلمة واحدة هي الإنسانية وهل كانت الإنسانية طوال التاريخ إلا لغة توحد العالم .
الجميل في المعرض الإنساني الأول في اليمن هو تكوينه الرائع الذي شكل لوحة جميلة وبشعة.
كيف تكون لوحة جميلة وفي نفس الوقت بشعة ¿
يتساءل الجميع¿
للإجابة على ذلك أقول لوحة بشعة ببشاعة التدمير والضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين الذي تتكسر قلوبنا برؤيتها .
ولوحة جميلة بجمال المشاركة الإيجابية الواسعة لمنظمات المجتمع المدني والذي استعرضت في المعرض إنجازاتها واهتماماتها ومشاريعها وأحلامها وآمالها الإنسانية والشراكة الإيجابية بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لأنهما أكثر سرعة في التحرك الإيجابي بعيدا عن روتين آليات العمل الحكومي والرسمي .
المأساة موجودة وفي نفس الوقت الأمل.
فقط نحن بحاجة للإرادة الصادقة لوقف النزيف في وطني وسرعة الشروع في تضميد الجروح بالإغاثة العاجلة والكاملة والشروع في بناء الوطن.
كان المعرض الإنساني متنفسا كبيرا لمنظمات المجتمع المدني في اليمن لتتحرك بحرية دون قيود دون دون …………..
فقط الإنسانية هي كلمة السر هي الحرية هي الحب هي الأمل .
الأمل في تجاوز الجروح والآلام في وطني اليمن السعيد.
ومشاركة أيضا المنظمات الدولية في المعرض الإنساني للاطلاع على هول الكارثة الإنسانية في اليمن وفي نفس الوقت الاطلاع على التجارب الإيجابية لمنظمات المجتمع المدني في العمل الإنساني بجميع تخصصاتها الطبية القانونية الإغاثية الإنسانية الإعلامية وجميع التخصصات لدراسة إمكانية تعزيز تلك التجارب وتوسيعها ليشمل وطني الحبيب اليمن السعيد وتشبيك تلك التخصصات في شبكة واحدة يكمل كل واحد الآخر في العمل الإنساني في اليمن .
ضم المعرض صور الضحايا في اليمن كم هي تلك الصور مؤلمة .
الضحية ليست من قتل أو أصيب فقط الضحية أكبر من ذلك .
نعم ¿
شاهدت صور الضحايا في المعرض الإنساني وتخيلت في فيلم إنساني ليس فقط آلام الضحية المؤلمة فقط بل أيضا موقف الأب والأم والأخ والزوج والزوجة والحبيب والقريب للضحية كيف سيكون موقفه ¿
ما هي الآلام التي يشعر بها بفقدان الحبيب والقريب¿
كم سيبكي كم هي تلك الآلام الذي ستصدمه في لحظة وصول الخبر الأسود بفقدان الحبيب والقريب ¿
والذي ستستمر تلك الآلام ونوبات الحزن والشجن طوال حياته كلما لاحت ذكرى تلك الضحية .
لن استطيع شرح ما شاهدته في المعرض الإنساني لأنه لا توجد عبارات في قواميس العالم تستطيع التعبير عنها .
المشاهدة فقط ستترجم تلك الصورة لتتكلم عن تلك الآلام الرهيبة الحزينة .
نعم الألم سيتكلم لكل الناس وبجميع لغات العالم .
لغة اسمها لغة الإنسانية.
وفي الأخير:
أتوقف مرغما عن الكتابة في هذا الموضوع لأني لم يعد بإمكاني تحمل تلك الآلام وأدعو الجميع للحضور والمشاركة الفاعلة في المعرض الإنساني الأول في اليمن ليشاهد الجميع الكارثة الإنسانية في اليمن ليستمع العالم أجمع في الداخل والخارج لتلك الآلام الرهيبة ربما تتوقف عن الصراخ وتستبدل صرخات الألم في يوم من الأيام بقهقهات الضحك في وطني الحبيب اليمن السعيد.
*عضو الهيئة الاستشارية لـ وزارة حقوق الإنسان +
مسئول شئون النيابة العامة بنقابة موظفي القضاء