لحظة يا زمن..هو.. والحيرة
ظل محتارا ومترددا كيف يجد المدخل.. المدخل فقط إلى القضية وبعدها.. توقف وهو ينتف الشعيرات الطالعة من الدقن.. لكن القضية ليست بسيطة ولا عادية ولا سهلة القضية معقدة.. ومتشابكة الخيوط.. لا يدري.. أين العقدة وأين الفكة.
ظل يجعث نفسه ويصبنها.. ينشفها وينشرها على الهواء لتجف.. وحينها ستسهل الأمور.
كان حريفا كما يعتقد ولقد لعب الكثير.. كيف يدور على القضية حتى وان كانت مكورة.. وبلا باب.. يعمل دورة أو دورتين لا يدري إلا وقد خزق لها باب.. وكور إلى الداخل.. بعدها.. يظل يجول ويصول .. يقفز من هذا الجانب.. إلى الجانب الآخر يصعد السلالم ويهبط يدخل باب إلى باب آخر.
ومن ثم لا صعوبات ولا حواجز يعرف الدهاليز.. الأبواب الجانبية.. تكون المسائل لو صعبت لو تفرعت لو دارت لو لفت.. فهو ما دام داخل القضية.. تسلس الأمور أمامه.. لا مستحيل يقهره أو يوقف اندفاعه المستمر ويكون غارقا بأكمله في صلب القضية وجوهرها.
يجمع الخيوط يرابطها يفتلها إلى حبال سميكة خفيفة يسهل الفك والربط.. ومتى ما أراد وفوق ذلك يكون قادرا على تعقيدها وتصعيبها لو أراد.,
كانت الأمور سهلة.. والأشياء حتى ترابطت وتداخلت مع بعضها وأوحدت الصدف العارضة بعض الإشكالات أو التعقيدات فقد كانت قادرة على إخراج الشعرة من العجين.
إنما تلك القضية بتعقيداتها الغريبة.. والغامضة لم يجد لها مفتاحا للدخول.
فظل واقفا.. أمام الباب محتارا هو والحيرة صنوان.